الأربعاء، 16 مارس 2016

الأدب الجاهلي



تقع جزيرة العرب في الجنوب الغربي من قارة آسيا، شمالها العراق والشام، وفي الشرق منها الخليج العربي، وفي غربها البحر الأحمر، وجنوبها المحيط الهندي.

منذ حوالي مائة وخمسين عاما قبل الإسلام عاش على تلك الأرض جماعة من الناس عيشة بدائية بسيطة، يرتحلون من مكان لآخر بحثا عن الماء والكلأ، واشتغلوا بالرعي والتجارة، وكانت لهم علوم ومعارف ساذجة، تشبه الصحراء الشاسعة التي عاشوا فيها وتأثروا بها، ولم يكن لهم من المدنية والحضارة نصيب يُذكر، ولكنهم برعوا في جانب مهم من جوانب الرقي الإنساني، وأعني بذلك براعتهم في فنون القول والتعبير عن مكنونات النفس.

في ذلك الوقت لم يكن للعرب دولة بالمعني المفهوم للدولة، وإنما كانوا يعيشون في قبائل متفرقة في الصحراء، ولكل قبيلة أعراف تحكمها، وشيخ يُرجع إليه في الأمور المهمة، وولاء الأفراد إنما يكون للقبيلة: إن أحسنت القبيلة أحسن الفرد، وإن أساءت أساء، يقول الشاعر:
وما أنا إلا مِن غُزَيَّةَ إن غَوَتْ     غَوَيْتُ وإنْ تَرْشُدْ غُزَيَّةُ أرْشُدِ

وشاع بين تلك القبائل الصراع والنزاع لأتفه الأسباب، ويكفي خلاف بسيط بين قبيلتين مختلفتين لقيام حرب ضروس تستمر لسنوات طويلة، وقد نشبت حربا (داحس والغبراء)، و(البسوس) لأسباب تافهة.

معظم العرب كانوا وثنيين يعبدون الأصنام، وبعضهم عبد النجوم والكواكب، وقليل منهم اعتنقوا اليهودية والنصرانية، وانتشرت بينهم العادات السيئة، مثل: شرب الخمر ووأد البنات ولعب الميسر، ومن أجل كل ذلك أطلق على هذا العصر: (العصر الجاهلي)، وليس المقصود الجهل في مقابل العلم، وإنما المقصود الجهل الذي هو عكس الحلم، وما يستتبعه من طيش وحروب وصراعات مرجعها العصبية القبلية.

ومع ذلك فقد عُرف عن العرب بعض الخصال المحمودة، مثل: الشجاعة والنجدة والصبر والوفاء والكرم والمروءة، كما عُرف عنهم براعتهم في فنون الأدب، من شعر أو نثر، وكانت القبيلة تقيم الاحتفالات والأفراح إذا نشأ فيهم شاب ينظِم الشعر، وكانت القبائل المجاورة ترسل الوفود إلى تلك القبيلة للتهنئة بهذا الشاعر الجديد، حتى حدا بهم ذلك الاهتمام إلى إقامة الأسواق الأدبية التي تجتمع فيها مُختلف القبائل لقول الشعر، وإلقاء الخطب وبقية الألوان الأدبية المعروفة في عصرهم، ومن تلك الأسواق (عكاظ) و(ذو المجاز) و(ذو المِجَنَّة).

كان شعر العرب صورة صادقة لحياتهم، فقد وصفوا الجبال والوديان، وسجلوا في شعرهم حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأحداثهم المهمة، ومن هنا أَطلق النقاد على الشعر أنه (ديوان العرب).

وقد اتفق النقاد على أن أفضل ما قيل في الشعر في ذلك العصر سبع قصائد طوال، أُطلق عليها: المعلقات السبع، وامتازت تلك القصائد بقوة اللغة وجزالة ألفاظها، وبراعة أسلوبها، وبعضهم ذكر أنها عشر معلقات، وسُميت بهذا الاسم لأنها كانت تعلَق بأذهان السامعين، وقيل أنها كانت تُكتب بماء الذهب وتُعلق بأستار الكعبة؛ احتراما لها وتقديرا لقيمتها.

نظَم الشعراء الجاهليون في شتى مناحي الحياة: في الوصف، والغزل، والرثاء، والمدح، والحكمة، والفخر، ومن أمثلة شعرهم:

وصف امرئ القيس (وهو أحد شعراء المعلقات) لليل قائلا:
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سُدولَهُ
فقلتُ لهُ لمَّا تمطَّى بصُلبهِ
ألا أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انجَلِ


عليَّ بأنواع الهمومِ ليبتلي
وأردف أعجازًا وناءَ بكَلْكَلِ
بصبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ


ومما قاله عنترة (وهو أحد شعراء المعلقات) في الفخر قوله:
 خُلِقتُ من الحديدِ أشدَّ قلبًا
وفي الحربِ العوانِ وُلدتُ طفلًا


وقدْ بَلِيَ الحديدُ وما بليتُ
ومنْ لبنِ المعامعِ قد سُقِيتُ


ومن الفخر بالقبيلة شعر عمرو بن كلثوم (وهو أحد شعراء المعلقات):
 ونشربُ إن وردْنَا الماءَ صفوًا
إذا ما المَلْكُ سامَ الناسَ خسفًا
لنا الدنيا ومَن أمسى عليها
بغاةً ظالمين وما ظُلمنا
ملأنا البرَّ حتى ضاقَ عنَّا
إذا بلغَ الرضيعُ لنا فطاما


ويشربُ غيرُنَا كَدَرًا وطينًا
أبينا أنْ نُقِرَّ الذُّلَ فينا
ونبْطِشُ حينَ نبطشُ قادرينا
ولكنَّا سنبدأُ ظالمينا
وماءَ البحرِ نملؤه سفينا
تخِرُّ له الجبابرُ ساجدينا


وبرعت الخنساء في الرثاء، ورثت أخاها صخرا بقصائد رائعة، ومما قالته:
يُذَكِّرني طلوعُ الفجرِ صخرًا
ولولا كثرةُ الباكينَ حولي


وأذْكُره لكلِّ غروبِ شمسِ
على إخوانِهم لقتَلْتُ نفسي


وكذلك تنوعت ضروب النثر، من: خُطب، ووصايا، وحِكَمٍ، وأمثال، ومن الوصايا المشهورة وصية أمامة بنت الحارث لابنتها عند زواجها : " أي بُنيةُ، إنَّ الوصيةَ لو تُركت لفضلِ أدبٍ تُركت لذلك منك، ولكنها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل، ولو أنَّ امرأةً استغنت عن الزوج لغِنَى أبويها وشدَّةِ حاجتِهما إليها – كُنتِ أغنى النَّاس عنه، ولكنَّ النساءَ للرجالِ خُلقن، ولهنَّ خُلق الرجال ..".

هكذا ذاع صيت العرب في فنون الأدب، وضرب بهم المثل في الفصاحة والبلاغة، وما كان تحدي القرآن لهم أن يأتوا بسورة من مثله إلا شهادة منه بقوة بيانهم وفصاحتهم، فما كان للقرآن أن يتحدى ضعيفًا أو عاجزًا، وإنما يستمد التحدي فاعليته من قوة المخاطَبين وبراعتهم فيما تحداهم به.


وبعد انتشار الإسلام في الجزيرة العربية كان من المتوقع أن يُحجم الناس عن قول الشعر بعد إخفاق كبار الشعراء الجاهليين أمام تحدي القرآن لهم، ولكنَّ هذا لم يحدث؛ استمر الشعراء في قولهم الشعر، وأقرَّهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) على نظمه في بعض الأغراض، واستمع إلى مدح كعب بن زهير له فأعجبه شعره، وعفا عنه، وكان حسان بن ثابت (رضى الله عنه) شاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم) يدفع عن المسلمين هجاء المشركين ويُعلي من قيم الإسلام وخصاله.

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

مواجهة الصعوبات

تعليق على قصة الجزر والبيضة وحبات البن
إبداع الطالبة / مروة مراد


كل إنسان يواجه مصاعب في حياته، فالحياة ليست بقطعة حلوى حتي تكون كل لحظة فيها أحسن من التي قبلها، الحياة كالأرض غير المستوية، فيها منحنيات ومطالع، ولكن الفكرة تتلخص في الطريقة التي يواجه بها الإنسان هذه المنحنيات والمصاعب، فلكل إنسان طريقته الخاصة في التعامل مع الكُرَب التي تواجهه في حياته. 
أول نمط هو من يصبر ويثابر كثيرا حتي يجتاز الصعوبات، ونادرا ما ييأس، وهذا هو أحسنهم لأنه من الممكن أن يغير أشياء كثيرة بعزيمته، وعادةً ما يكون قائدا في كل حياته.
إن هذا النمط يفرض سيطرته علي الأوضاع الراهنة وهذا واضح في قصة الجزرة والبيضة وحبات البن؛ إنه يمثل حبات البن التي تغير الماء المغلي ولها رد فريد. 
النمط الثاني هو من يصلب ويصنع لنفسه دائرة لحماية نفسه في داخل هذة الدائرة، ويصبح صلبا، ويواجه المشكلة، كما أنَّ هذا النمط أيضًا يتحدي صعوبات كثيرة ويجتازها! وهذا في القصة يمثل البيضة التي حمت سائلها، وزادت صلابة في الماء المغلي. 
أما النمط الثالث، فهو الضعيف، هذا النمط يبدأ قويًّا لكنه لا يستمر قويا، فهو يضعف كثيرا ويتغير فيه كل شيء، ويعتبر أسوأ نمط في الأنماط الثلاثة؛ حيث إنه يمثل الجزرة التي تبدأ قوية ومع مواجهتها للمياه المغلية، تضعف وتصبح أكثر رخاوة. 

وأخيرا . . كل إنسان له طريقة في التعامل مع صعوبات حياته، لذلك فإنه يجب عليه معرفة نمطه وتجاوز مشكلاته، حتى يطور نفسه للأفضل.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

حبة ملح

تلك الحكاية سمعتها وأنا صغير من أختي الكبرى، منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وهي شديدة الشبه بمسرحية (الملك لير) لشكسبير، وقد تذكرتها بعد تلك السنوات الطويلة، فرغبت في إعادة صياغتها؛ لما فيها من فوائد عظيمة، وقيم إنسانية نحتاج إليها في تلك الأيام.


بعد وفاة زوجته نذر رجل حياته لتربية بناته الثلاث، فأظلهن بحبه وحنانه، وعمل على إسعادهن بكل طريق ممكن، وكانت البنات يحببنه، ويرون في عطفه وشفقته تعويضًا لهنَّ عن حنان الأم وعطفها.
ذات يوم جمع الأب بناته، وسأل كل واحدة منهن عن مدى حبهن له، فقالت الكبرى: أحبك يا أبي أكثر من حبي الدنيا كلها، بما فيها من أشجار وارفة، وأزهار زاهية، ومياه جارية، وسماء صافية، أحبك يا أبي أكثر من كل ذلك.
وقالت الوسطى: أحبك يا أبي أكثر من نفسي، فأنت نور عيني التي أرى بها الدنيا، ينبض قلبي فأحس أنَّ كل نبضة من نبضاته تذكرني بحبي لك، أحبك يا أبي أكثر من نفسي التي بين جنبيّ.
أما الصغرى فقد عُرِف عنها حبها للملح حبا شديدا، وكانت تُكثر منه في طعامها، وكانت أكثرهن حبا لأبيها، وعندما سألها أبوها عن حبها له، أسرعت وقالت: أحبك يا أبي أكثر من حبة الملح.
فوجئ الأب بإجابة ابنته الصغرى، وقد توقَّع منها أن تحسن القول، كما فعلت أختاها، ولكنها لم تفعل، واكتفت بقولها: أحبك يا أبي أكثر من حبة الملح.
غضب الأب، وطرد ابنته الصغرى من بيته، وجعلها تواجه مصيرها المجهول، مشردة في الطرقات والأزقة،  واكتفى بابنتيه الكبرى والوسطى.
كانت الفتاة حزينة لما أصابها من أحبِّ الناس إليها، وأخذت تؤنب نفسها: لمَ لمْ تعبر بشكل أفضل عن حبها لأبيها! كانت تأكل بقايا الطعام التي يرميها الأغنياء للفقراء، فإذا أقبل الليل نامت على أحد جانبي الطريق، وظلت على تلك الحال حتى اتسخت ملابسها، ونحل جسمها، وشحب وجهها، وبدت عليها علامات الضعف والهزال، ثم جاءها الفرج من الله.
كان من عادة أمير البلاد الشاب الخروج في الصباح للتنزه في طرقات المملكة، وبينما هو في تجواله إذا به يرى شابة صغيرة تأكل طعامها من بقايا طعام الناس، وقد بدا عليها الضعف الشديد، فرقَّ لها ولحالها، فأخذها إلى القصر، وأمر الخدم بالاعتناء بها، وبنظافتها وإطعامها أشهى أنواع الطعام.
في المساء لم يصدق الأمير عينيه؛ إذ زال عن الفتاة الغبار وعلامات الضعف والشحوب، فرأى فتاة فائقة الجمال، ابتسامتها أجمل ما رأى، ووجهها كصفاء السماء حين تخلو من الغيوم، ومع ذلك فقد لمح في نظرة عينها حزنا وانكسارا، فسألها عن حكايتها، فحكت له ما حدث لها مع أبيها، وكيف أنه طردها وهي المحبة له، واكتفي بأختيها الكبرى والوسطى.
أعجب الأمير بالفتاة، وفاتح أباه الملك في الزواج منها، فوافق الملك، وتزوجت الفتاة من الأمير، وأظلت السعادة بيتهما، ولكنها كانت تشعر بالقلق من حين لآخر على أبيها.
مرت سنوات طويلة، وحلَّت الشيخوخة بالأب، ولم تحتمل البنتان الكبرى والوسطى أباهما، الذي كان يعتمد عليهما اعتمادا كبيرا في طعامه وشرابه وحياته كلها، فقررا طرده من البيت، ليبحث له عن مأوى آخر بعيدا عنهما، أو يموت في هدوء، وفي الشارع ندم الأب، وشعر بالأسف لأنه طرد ابنته الصغرى التي كانت تحبه أكثر من أختيها، وتساءل في نفسه عن مصيرها، وماذا فعلت بعدما طردها؟ وعندما لم يجد إجابة عن سؤاله خلد إلى النوم على أحد جانبي الطريق.
كان من عادة الأميرة (الابنة الصُغرى) أن تتمشى كل صباح في طرقات المملكة، فوجدت عجوزا ينام في المكان نفسه الذي كانت تنام فيه عندما طردها أبوها، فاقتربت منه، وسألته عن حاله، وكم كانت دهشتها عندما رأت أباها وقد ظهرت عليه صروف الدهر، فضعف بصره، وانحنى ظهره، ووهنت قوته، أما هو فلم يعرف ابنته، ولم يتصور للحظة واحدة أن هذه الأميرة الجميلة التي تبدو عليها أمارات الثراء والجمال هي ابنته الصغرى التي طردها منذ سنين طويلة.
أخذت الفتاة الرجل العجوز إلى القصر، وأعدت له مائدة فاخرة مليئة بأشهى الأطعمة، وطلبت منه أن يأكل، فشرع الرجل في الأكل ثم توقف، فطلبت منه أن يأكل، فتناول لقمة ثم توقف، وهنا سألته الأميرة: ألا يعجبك الطعام؟ فقال لها الرجل: إن الطعام شهي ولذيذ، ولكنه بلا ملح، فقالت له الأميرة: وهل الملح مهم للطعام؟ فقال لها: نعم، لا يُؤكل الطعام من دون ملح، فهو مهم للطعام ولحياتنا كلها، فقالت له الأميرة: عرفتَ الآن أهمية حبة الملح! دقق الرجل النظر في وجه الأميرة، وعرف أنها ابنته الحبيبة، واعتذر لها عما بدر منه في حقها، ثم حكى لها حكايته مع أختيها، فقالت الأميرة: لا تحزن يا أبي، أنت الآن في أمن؛ فأنت أبي الذي أحبه أكثر من أي شيء في الدنيا، نور عيني، ودنياي التي أحبها وأعيشها، أنت أبي الذي أحبه أكثر من حبة الملح. 


الخميس، 26 نوفمبر 2015

أين المفر؟

نص جدلي عن إنشاء دور المسنين في الوطن العربي
إبداع الطالبة / منة الله محمد



أتدري لماذا يصبح الديك صائحًا يردد لحن النوح في غُرة الفجر؟ ينادي لقد مرَّ من العمر ليلة, وها أنت ذا لا تشعر بذلك ولا تدري, العمر يمر في غمضة عين, دون الشعور به, كسارق هارب ليس لديه الوقت للنظر خلفه, لأنه في تلك اللحظة يُمكن للشرطة اللحاق به والقبض عليه, هكذا نحن كالشرطة, في مغامرة دائمة للبحث عن السارق, ورغم ذلك هو دائمًا يفرُّ من تحت أيدينا حتي نستيقظ ونجد أنَّ حياتنا قد مضت . . انتهي ريعان الشباب ليأخذ مكانه المشيب, مثلما قال الشاعر :
ذهب الشباب فما له من عودة  . . . وأتي المشيب فأين منه المهرب؟
ومع ذكر المشيب تُذكر دار المسنين, كأنما هو صياد يبحث عن فريسته منذ قديم الأزل ولا يستطيع أن يصدق أنه – و بعد طول انتظار- يملكها بين أنيابه, وليست لديه الإرادة أن يفك قيد أسرها في يوم من الأيام.
في الفترة الأخيرة تناثرت دور المسنين في الوطن العربي بأكمله, حتي فاضت الدور بهم, وهنا تعارضت الآراء , فهناك من يؤيد إنشاء دور المسنين كما يوجد من يعارضه.
بعض الناس يقولون: إنه ليس هناك أسباب تدعو الي إنشاء دور للمسنين, وكان بالأحري أن يهتم الأبناء بأهلهم ويوفروا لهم الرعاية، أسوة بهم عندما شملوا أبناءهم بالرعاية وهم صغار، واستشهدوا بقول الشاعر:
إذا كان بر الوالدين بعيونهم ذل . . .  فأنا الذليل ومرحبا بالمذلة
بالإضافة الي أنَّ مرحلة الشيخوخة مرحلة صعبة, يكثر فيها محاولات الانتحار, لذلك ليس من الصواب أن نزيد من حملهم ونصبح نحن القشة التي تكسر ظهورهم كما ينكسر ظهر البعير, ومع ذلك لم يمر سؤال بخاطرهم وهو: ما الذي سيحدث إذا لم يكن هناك أبناء علي الإطلاق؟
البعض الآخر ينصف دور المسنين في العالم العربي, فمجري الحياة ليس مضمونا, والطيبة لم تعد متواجدة في جميع القلوب بل إنها خلت من معظمها, فما ذنب امرأة كبيرة في السن خانتها الحياة وحاصرتها الأمواج العاتية . . أخذت منها أولادها أو حرمتها منهم بالمقام الأول؟ ماذا سيحل بها؟ أو رجل صفعته الحياة وحُرم أهم نعمة في الوجود: الصحة, مَن سيعتني به كما ينبغي؟ ففي هذه الحالة لا يمكن أن نغلق دور المسنين، فليس باليد حيلة.

قطار الحياة يمر سريعا، ولا ينتظر من فاته الميعاد, فهو لا يراعي الظروف ولا يهتم بالآلام , يوجد مسنون يُتركون غصبا في دار المسنين يوميًّا، وهذا شيء لا يمكننا أن نحلله ولا يباح أن ننكره, و في نفس الوقت لا يمكننا التغاضي عن ضرورته في الحياة, لأنه ليس كل منا لديه أحد يستند عليه في حياته, هناك من أصابه بلاء شديد من الله, ولكن رحمة الله واسعة, فكما أنه حرمهم من عكاز يلقون عليه حملهم, أوجد لهم مكانا يلقون فيه الرعاية، ويعيشون فيه حتي يحل بهم الأجل.  

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

الدروس المستفادة من قصة موسى والخضر




من يقرأ القرآن يلحظ أنَّ القصص القرآني يشغل مساحة كبيرة منه، وليس ذلك لتسلية القراء والحُفاظ، وإنما سِيق هذا القصص ليكون عبرة للمؤمنين، ومُؤدبًا لهم، ولِمَا للقصص من تأثير في التربية والتهذيب، بالإضافة إلى أن الوعظ المباشر قد يبعث على الملل ويثير في النفس نعرات العزة والكبرياء، أما القصص فيتيح للعقل البشرى أن يذهب في فهم المضمون كل مذهب، فتتعدد الدروس المستفادة من القصة بتعدد أفهام الناس وثقافاتهم.
قام موسى (عليه السلام) يومًا خطيبا في بنى إسرائيل، فسأله أحدهم: يا موسى هل أنت أعلم أهل الأرض؟ فقال (عليه السلام): نعم، فعاتبه الله (تعالى)؛ إذ لم ينسب العلم إليه، وأمره أن يبحث عن عبد من عباد الله الصالحين (الخضر) أوتي من العلم ما لم يؤته موسى، وجدَّ النبي الكريم في البحث عن هذا الرجل الصالح حتى وجده، وبعد محادثة قصيرة بينهما أخبر الخضرُ موسى (عليه السلام) أن لديه علمًا ليس عند موسى، وأن موسى لديه علم ليس عند الخضر.
طلب موسى (عليه السلام) من الخضر أن يصحبه فترة من الزمن ليتعلم من علمه، فرد عليه الخضر بأن ما لديه من العلم قد لا يصبر عليه، ومع إصرار النبي الكريم وافق الخضر على ألا يسأله عن شيء مما يراه حتى يخبره في الوقت المناسب.
ركب موسى والخضر سفينة، ويبدو أن أصحاب السفينة كانوا على معرفة بالخضر وصلاحه فلم يأخذوا أجرًا، ومع ذلك شرع الخضر بعد قليل في خلع أحد ألواح السفينة، فتعجب موسى (عليه السلام) وذكَّره الخضر بما اتفقا عليه.
انطلقا حتى قابلا غلامًا فقتله الخضر، فأنكر عليه موسى؛ لأن القتل من كبائر الذنوب، فذكَّره الخضر، ثم سارا.
وصلا إلى قرية، وطلبا من أهل القرية أن يقوموا معهما بواجبات الضيافة، فلم يجدا إلا الصدَّ والمنع، ومع ذلك شرع الخضر في إصلاح جدار داخل تلك القرية، ثم انصرفا، فتعجب النبي الكريم، وهنا بدأ الخضر في تفسير تلك الأمور الغامضة للنبي الكريم.
أما السفينة فإن هذا اللوح المكسور أنقذها من استيلاء أحد الملوك عليها، فقد كان هذا الظالم يستولي على كل سفينة صالحة تسير في البحر، وأما الغلام فقد كان عاقًا ومن الممكن أن يزيد من عناء والديه وشقائهما، وأما الجدار فتحته كنز ليتيمين، وقد بناه لهما ليستخرجاه إذا كبرا.
الدرس الرئيس في تلك القصة والذي هو سبب ورودها هو نسبة العلم إلى الله، وأن العلم قِسمة بين بني البشر، لا يختص به أحد دون غيره؛ لدى العالم علم غزير ليس لدى الفلاح الأمي، ولكن هذا الفلاح الأمي لديه من العلم ما ليس لذلك العالم.
التواضع كذلك من الدروس المستفادة من تلك القصة؛ فموسى الكليم، أحد الرسل أولي العزم لم يتكبر على تلقي العلم عن أحد عباد الله الصالحين (الخضر) فصحبه، وكان منه بمنزلة التلميذ من الأستاذ.
قضاء الله وقدره دائما خير، ربما نرى الأمر برؤيتنا المحدودة وعقولنا القاصرة فنظن أنه شر لَحِق بنا، وحقيقته خيرٌ محض أراده الله لنا، قال (تعالى) في سورة النور: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير لكم)، وهكذا كانت حادثة الإفك مميزة للمؤمنين عن المنافقين، ولا شك أن هذا التمييز مكسب عظيم للمجتمع المسلم.
ولم يكن تكسير السفينة أو موت الغلام شرا خالصا، فثمَّ قضاء الله وقدره ولطفه بعباده.

على المستوى الشخصى – في أحيان كثيرة – أسترجع بعض الذكريات التي لم أسعد بها في وقتها، ثم أفكر في نتائجها فأجد الأمر مختلفا، فأحمد الله مدبر الكون، ومقدر الحوادث، الذي يرحم الإنسان الضعيف، ويلطف به، وأقول دائما: لعله خير.

الأحد، 15 نوفمبر 2015

أمطار اليأس

من إبداعات الطالبة/ سماء أحمد

أحضر ورقة بيضاء وضع فيها نقطة سوداء، ثم اسأل مَن حولك: ماذا ترون؟ سيقولون نقطة سوداء، حقًّا! وماذا عن الورقة البيضاء، لماذا لم يذكرها أحد؟ أتعرف لماذا! لأن نظرتنا للحياة نظرة سلبية نرى فيها فقط نقطا سوداء، وننسى الصفحة البيضاء؛ لأن بصيرتنا تائهة بين إشارة عقلنا المظلمة التى لا ترى غير ذات ضائعة، فأصبحنا نرى بعين لا ترى.
قل لى فيم تفكر أقُل لك مستقبلك، تشرق الشمس من الشرق، وتغيب من الغرب، ونحن كذلك نشرق معها بأمل وحياة وطموح، ومنَّا مَن تشرق معه الغيوم، ولا تتركه الهموم فيصبح صيفه شتاءً، وعندما ينظر للسماء تسقط عليه أمطار اليأس الذى يملؤه، فتغيب شمسه، ويغيب هو معها كمن شاب وهو لا يزال فى ريعان شبابه.
هذه هي حياتنا، لا نفهم أن نظرتنا للحياة هى المحور الأساسي للتطور، فهناك مقولة تقول: لن تستطيع منع طيور الهمِّ أن تحلق فوق رأسك لكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش فى رأسك.

فمن ينظر للحياة بإيجابية لا تقيد طموحه سلاسل اليأس، وتنفتح له الأبواب المغلقة، وتجلب له القوة والطاقة والمبادرة، وصعودا بعد سقوط؛ وذلك لأن الإنسان الإيجابي يفكر في الحل لا المشكلة، ويرى الحل لكل مشكلة، يصنع الأحداث، يسعى للتطور بشتى الطرق فلا توقفه أمطار اليأس، فينتظر غده المضيء، وغدا لناظره – بإيجابية - قريب.

الخميس، 21 مايو 2015

وقت مستقطع



لا أذكر آخر مرة شاهدت فيها مباراة من مباريات كرة السلة، ولكنني أذكر أنه في تلك المباريات كثيرا ما أرى المدرب يطلب من الحكم وقتًا مستقطعًا، وفي تلك الثواني المعدودة يحدث ثلاثة أمور:
الأول- التقاط الأنفاس من جراء الجهد العنيف الذي يُبذل في المباراة.
الثاني – مراجعة ما تم إنجازه من خطة المباراة، وتقييم سريع غير مُحبط للفترات السابقة.
الثالث – وضع مجموعة من الإجراءات التحسينية لاستكمال المباراة في ظل متغيرات جديدة لم يضعها المدرب في الحسبان.
هذا ما يحدث – إن صدق ظني – في ذلك الوقت المستقطع، وأظن أننا في خضم الأحداث التي نحياها، وتلك الوتيرة المتسارعة لنمط الحياة، مع تغير واضح في منظومة القيم والأخلاق والعادات؛ أظن بعد كل ما سبق أننا نحتاج إلى وقت مستقطع نلتقط فيه أنفاسنا، نرتفع بأنفسنا وذواتنا عن (مفرمة) الحياة، وننظر إلى الأحداث من عل.
نحتاج إلى وقت مستقطع حتى نُقَيِّمَ ما مر بنا من سنين، فإذا ما ظهر الشيب، وبدأ الإنسان يعاني من متاعب صحية مزمنة، وأصبح يرى في أعين الآخرين نظرات الإكبار، وسمع منهم العبارات النمطية الخاصة بكبار السن: (يا حاج – يا عم) ، أقول إذا طرأت تلك المتغيرات على الإنسان فواجب عليه أن يراجع نفسه، ويرى ما حقق لدنياه، وما قدَّم لأخراه.

وفي ظل ذلك الاحترام المفاجئ من قبل أفراد المجتمع لي بسبب تقدم سني شعرت برغبة مُلحة في وقت مستقطع، أعيد صياغة أهدافي، وأنظر إلى الدنيا نظرة جديدة، أكثر نضجا، وأشمل رؤية، ثم أخطط من جديد لاستثمار ما بقي من عمري برويَّةٍ وهدوء. 

الجمعة، 17 أبريل 2015

مراحل الحضارة الإسلامية . . الترجمة


تشبه الحضارات والأمم في تكوينها ومراحلها حياة الإنسان إلى حد كبير: يبدأ الإنسان طفلا ضعيفا، يعتمد في غذائه وحركته على أمه بصورة كاملة، ثم يشب شيئا فشيئا حتى يشتد عوده ويقوى صلبه، وفي ذروة قوته يبدأ عطاؤه للآخرين، ويتحمل مسئولية من هم أضعف منه، وبعد فترة من العطاء يشيخ ويهرم لتنتقل القوة إلى جيل جديد.
بدأت الحضارة الإسلامية معتمدة – إلى حد بعيد – على ترجمة علوم اليونان والهند، وشهدت تلك البدايات نشاطا ملحوظا من المترجمين، وتشجيعا قويا من الخلفاء والأمراء، ثم بدأت بعد ذلك مرحلة جديدة أضاف فيها العلماء المسلمون إلى علوم اليونان علوما ومعارف أخرى، وكانت لهم مناهجهم ومخترعاتهم التي أبهرت أوروبا بعد ذلك، فنهل العالم كله من علوم المسلمين، وكانت بغداد والعواصم العربية محط أنظار طلاب العلم في أوروبا، وبعد سلسلة من الحروب المجهدة فترت النزعة العلمية عند المسلمين، لتشرق الحضارة من جديد ولكن هذه المرة من الغرب حيث أوروبا وأمريكا.
وهذا نص من كتاب : قصة الحضارة ، لويليام جيمس ديورانت يتحدث فيه عن بدايات الحضارة الإسلامية المتمثلة في حركة الترجمة، يقول المؤلف:
لقد أدرك الخلفاء تأخر العرب في العلم والفلسفة كما أدركوا ما خلفه اليونان من ثروة علمية غزيرة في بلاد الشام، ولقد كان بنو أمية حكماء إذ تركوا المدارس الكبرى المسيحية، أو الصابئية، أو الفارسية، قائمة في الإسكندرية، وبيروت، وإنطاكية، وحران، ونصيبين، ولم يمسوها بأذى، وقد احتفظت هذه المدارس بأمهات الكتب في الفلسفة والعلم، وما لبثت أن ظهرت ترجماتها إلى اللغة العربية على أيدي النساطرة المسيحيين أو اليهود، وشجع الأمراء من بني أمية وبني العباس هذه الاستدانة العلمية المثمرة، وأرسل المنصور، والمأمون، والمتوكل الرسل إلى القسطنطينية وغيرها من المدن الهلنستية- وأرسلوهم في بعض الأحيان إلى أباطرة الروم أعدائهم الأقدمين- يطلبون إليهم أن يمدوهم بالكتب اليونانية، وخاصة كتب الطب أو العلوم الرياضية، وبهذه الطريقة وصل كتاب إقليدس في الهندسة إلى أيدي المسلمين.
وأنشأ المأمون في بغداد عام (830) م بيت الحكمة وهو مجمع علمي، ومرصد فلكي، ومكتبة عامة، وأنفق في إنشائه مائتي ألف دينار، وأقام فيه طائفة من المترجمين وأجرى عليهم الأرزاق من بيت المال، ويقول ابن خلدون عن بيت الحكمة: إن الإسلام مدين إلى هذا المعهد العلمي باليقظة الإسلامية الكبرى التي اهتزت بها أرجاؤه .
ودامت أعمال الترجمة من عام (750) إلى(900) من الميلاد، وفي هذه الفترة عكف المترجمون على نقل أمهات الكتب من السريانية، واليونانية، والسنسكريتية. وكان على رأس أولئك المترجمين المقيمين في بيت الحكمة طبيب نسطوري هو حنين ابن إسحق (809 - 873)، وقد ترجم وحده- كما يقول هو نفسه- إلى اللغة السريانية مائة رسالة من رسائل جالينوس ومدرسته العلمية، وإلى اللغة العربية تسعاً وثلاثين رسالة أخرى، وبفضل ترجمته هذه نجت بعض مؤلفات جالينوس من الفناء، كما ترجم كتب المقولات والطبيعة، والأخلاق الكبرى لأرسطو، وكتب الجمهورية، وطيماوس، والقوانين لأفلاطون؛ وعهد أبقراط، وكتاب الأقرباذين لديوسقريدس. وكتاب الأربعة لبطليموس، وترجم العهد القديم من الترجمة السبعينية اليونانية، وكاد المأمون أن يُفلس حين كافأ حنين على عملهِ هذا بمثل وزن الكتب التي ترجمها ذهبًا.
ولم يحل عام (850) بعد الميلاد حتى كانت معظم الكتب اليونانية القديمة في علوم الرياضة والفلك والطب قد تُرجمت إلى اللغة العربية.
إن انتقال العلوم والفلسفة انتقالًا مستمراً من مصر، والهند، وبابل، عن طريق بلاد اليونان وبيزنطية، إلى بلاد الإسلام في الشرق وفي أسبانيا، ومنها إلى شمالي أوروبا وأمريكا، نقول إن هذا الانتقال لمن أجلِّ الحوادث وأعظمها شأنًا في تاريخ العالم.

الاثنين، 26 يناير 2015

الهجرة النبوية


بعد بيعة العقبة الثانية رغَّب الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) المسلمين في الهجرة إلى يثرب، فقال لهم: "إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَعَلَ لَكُمْ إخْوَانًا وَدَارًا تَأْمَنُونَ بِهَا"، فبدأ المسلمون في الهجرة سرًّا، وبقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينتظر الإذن من الله بالهجرة، وكذلك ظلَّ أبو بكر بمكة بعدما استأذن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الهجرة فقال له: "لَا تَعْجَلْ لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لَكَ صَاحِبًا"، وكان أبو بكر يأمل أن تكون هجرته مع النبي ( صلى الله عليه وسلم)، وأعدَّ لذلك راحلتين وجهزهما، أما قريش فقد كانت ترقب - في قلق بالغ - هجرة المسلمين إلى يثرب، وتُضيِّق السبل أمامهم وتُجرِّدُ المهاجرين من أموالهم وأمتعتهم.  
لم يطُلْ انتظار الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فقد جاءه الإذن بالهجرة بعد شهرين ونصف – تقريبا – من بيعة العقبة الثانية؛ وذلك عقب الاجتماع المعروف بين قادة قريش في دار الندوة؛ للوصول إلى قرار حاسم في شأن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفي ذلك الاجتماع ناقشت قريش مجموعة من الاقتراحات لمواجهة الدين الجديد، وكان من تلك الاقتراحات حبس النبي (صلى الله عليه وسلم) في مكة حتى يموت، أو نفيه خارج مكة، ولكنَّ هذين الاقتراحين لم يلقيا قبولا، أما الذي وافقوا عليه فهو اقتراح أبي جهل عمرو بن هشام الذي قال: "أَرَى أَنْ نَأْخُذَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ فَتًى شَابًّا جَلِيدًا نَسِيبًا، ثُمَّ نُعْطِي كُلَّ فَتًى مِنْهُمْ سَيْفًا صَارِمًا، ثُمَّ يَعْمِدُوا إلَيْهِ، فَيَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَيَقْتُلُوهُ، فَنَسْتَرِيحَ مِنْهُ"، وقد وافق الحاضرون على هذا الرأي، وتواعدوا على كتمان ما خططوا له.
قال الله تعالى عن هذا الاجتماع: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
أطلع الله تعالى نبيه على ما حدث بدار الندوة، وطلب جبريل (عليه السلام) من الرسول (صلى الله عليه وسلم) ألا يبيت بفراشه الليلة، وذهب في وقت الظهيرة إلى بيت أبي بكر وأخبره بالاستعداد للهجرة، وفرح أبو بكر فرحا شديدا لصحبته لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم عاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى بيته لإعداد ترتيبات الهجرة، وأمر عليا أن يبيت في فراشه تلك الليلة.
كان من عادة النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه ينام في أول الليل، ثم يستيقظ في منتصفه للخروج عند الكعبة والصلاة هناك، و كان فتيان قريش بقيادة أبي جهل يحاصرون بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وينتظرون خروجه؛ ليقتلوه.
وبالفعل خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وسط هؤلاء المحاصرين دون أن يشعروا به، وكان يضع التراب على رءوسهم، تاليا قوله تعالى: (يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)).
بعد فترة قصيرة جاءهم رجل من مكة وسألهم: مَا تَنْتَظِرُونَ هَاهُنَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدًا، فأخبرهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج أمامهم ووضع على رءوسهم جميعا التراب، فتحسسوا رءوسهم وأيقينوا صدق كلام الرجل، وثارت ثائرتهم.
في تلك الأثناء كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه أبو بكر الصديق قد خرجا من بيت أبي بكر في اتجاه اليمن – خلافا للمعتاد – حيث جبل ثور على بعد خمسة أميال من مكة، وهناك سلما الراحلتين للدليل الذي اتفقا معه على مرافقتهما إلى يثرب، وهو عبد الله بن أريقط، وكان مشركا، استأمناه فكان أمينا، وتواعدا معه على اللقاء بعد ثلاثة أيام حتى تهدأ قريش ويملَّ الباحثون عنهما، فأخذ الراحلتين وانصرف.
قرر الرسول (صلى الله عليه وسلم) المبيت في غار في الجبل عُرِف - بعد ذلك - بغار ثور، وقبل دخولهما دخل أبو بكر أولا ليتأكد من خلوِّ الغار من الحيات والعقارب والحيوانات، ثم دخل الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومكثا في الغار ثلاث ليال، قبل أن يستأنفا المسير.
جُنَّ جنون سادة قريش، وحاولوا بشتى السبل معرفة مكان الصاحبين، أخرجوا عليا عند الكعبة وضربوه حتى يرشدهم إلى مكانهما فلم يُجْدِ معه شيء، ولطم أبو جهل أسماء بنت أبي بكر على وجهها ليعرف مكانهما فلم تُفصح، ثم أعلنت قريش عن مكافأة قدرها مائة ناقة لمن يحضرهما حيين أو ميتين، فجدَّ فرسان قريش في البحث في جميع الاتجاهات، حتى وصلوا إلى غار ثور، وساعتها قال أبو بكر: " يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيرد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".
بعد الليلة الثالثة جاءهما ابن أريقط بالراحلتين وهاجروا الثلاثة ومعهم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وكان من فطنة الدليل (عبد الله بن أريقط) أنه توغَّل جنوبا في اتجاه اليمن، ثم اتجه غربا ناحية البحر الأحمر ليسلك طريق الساحل شمالا، وهو طريق لم تعهده قريش.
وصلت الأنباء إلى المسلمين في يثرب بخروج النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة، فكانوا في كل يوم يخرجون إلى أطراف المدينة انتظارا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى الظهيرة، ثم يعودون، وفي يوم وصول النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة كانوا قد خرجوا صباحا، ثم عادوا مع اشتداد حرارة الشمس، حتى سمعوا صوت أحد اليهود ينادي بصوت عال: يا معشر العرب، هذا نبيكم الذي تنتظرون، فازدحمت طرقات المدينة بالمسلمين مكبرين ومهللين، وارتجت البيوت بالحمد والتسبيح، وحدثت بالمدينة جلبة وحركة، وصارت فتيات الأنصار ينشدن:
طلع البدر علينا
وجب الشكر علينا
أيها المبعوث فينا


من ثنيات الوداع
ما دعا لله داع
جئت بالأمر المطاع

دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يثرب في ربيع أول، بعد تسعة أيام قضاها في الطريق، وعُرفت منذ ذلك اليوم بمدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، واختصارا بالمدينة.
ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة فأظلم منها كل شيء، ودخل المدينة فأضاء منها كل شيء.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.

الخميس، 4 ديسمبر 2014

المقال الجدلي




المقال الجدلي

تمر بحياة الإنسان مواقف متعددة تتطلب أن يقف منها موقف المؤيد أو موقف المعارض، ومن غير المعقول ألا يكون للإنسان موقف من الأساس، كما أنه من الخطأ أن يؤيد الإنسان موقفا ما أو يعارضه دون إبداء أسباب مقنعة له وللآخرين.

والمقال الجدلي مهارة من مهارات الكتابة تعدُّ الطالب لمعترك الحياة، وتجعل لديه رأيا في أمور كثيرة، وتدربه على تأكيد هذا الرأي والتدليل عليه من جانب، وكذلك تدربه على تفنيد الآراء المعارضة من جانب آخر.

وغالبًا يبدأ المقال الجدلي بمقدمة عن القضية موضوع الخلاف، مع عرض سريع للآراء المؤيدة والآراء المعارضة، ثم في فقرة تالية عرض للرأي المؤيد مع ذكر أدلته وبراهينه، ثم في فقرة أخرى عرض للرأي المعارض مع ذكر أدلته وبراهينه، وبعد عرض أدلة الفريقين يختار الطالب أحد الرأيين عارضا للأسباب التي دعته إلى تبني هذا الرأي، ومفندا الرأي المخالف، وختاما في الفقرة الأخيرة يلخص الطالب ما توصل إليه في هذا المقال.


نموذج للمقال الجدلي

الوجبات السريعة بين التأييد والمعارضة

انتشرت في الآونة الأخيرة المطاعم التي تُعد الوجبات السريعة للرواد، وأصبحت تلك الوجبات السريعة نمطًا من أنماط الحياة العصرية، التي يسير كل شيء فيها بسرعة: العمل بسرعة والمذاكرة بسرعة، الانتقال من مكان إلى آخر بسرعة، فلماذا لا يكون تناول الطعام سريعا هو الآخر؟ ومن هنا وقف المجتمع أمام تلك الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض.

أغلب المؤيدين لتلك الوجبات من الشباب أو ممن يقضون فترات طويلة خارج المنزل، وهؤلاء يرون أن تلك الوجبات تساير نمط الحياة الذي نعيشه، وأنها توفر الوقت، وتساعد المرأة العاملة بشكل واضح في التوفيق بين عملها وواجباتها نحو أسرتها، كما أنَّ كثيرا من الشباب يرون في تلك المطاعم أماكن مناسبة للقاء أصدقائهم، والتحدث معهم أثناء تناول الطعام.

 أما المعارضون فينطلقون في تلك المعارضة من منطلقين، الأول: صحي، والثاني: اجتماعي، فأما من الجانب الصحي فهم يرون أن تلك الوجبات - على فرض نظافة الأطعمة - مشبعة بنسبة عالية من الكوليسترول الذي يسبب زيادة الوزن، ويسبب كذلك كثيرا من أمراض الضغط والقلب، وبذلك فهي تشكل ضررا بالغا على صحة الإنسان، وأما الجانب الآخر الذي ينطلق منه المعارضون فهو ما تسببه تلك الوجبات من خلل بنظام الأسرة الشرقية التي تعودت أن يجتمع أفرادها على مائدة الطعام في كل وجبة، وهم أثناء تناول الطعام يتبادلون الأحاديث والحوارات، وتكون تلك المائدة شاهدا على كثير من القرارات المهمة في تاريخ تلك الأسرة، ومع الوجبات السريعة تفقد الأسرة رافدا مهما من روافد الترابط بين أفرادها.

على المستوى الشخصي أعترف بأني تناولت تلك الأطعمة السريعة مرات عديدة، ولكنني أختار الرأي المعارض لتلك الأطعمة، فإن كثيرا من أصدقائي تعرضوا لمتاعب صحية من تناولها، أتذكر صديقا لي تناول طعاما في أحد المطاعم المشهورة، ثم أحس بمتاعب في الجهاز الهضمي، وفي المستشفى كان إجراء الجراحة أحد الاحتمالات المطروحة، ولكن الله سلم ولم يصل الأمر إلى الجراحة، وواظب صديقي على العلاج ولا يزال يفعل، ومنذ ذلك اليوم وهو بعيد عن الأطعمة السريعة، لقد كانت تجربة قاسية لم تؤثر في صديقي وحده وإنما أثرت في كل مَن حوله، وولَّدت لديهم قناعة بخطورة الأطعمة السريعة على صحة الإنسان، أما مَن يرون أن تلك الأطعمة توفر الوقت وأنهم يقضون فترات طويلة خارج المنزل، فلقد رأيت أصدقاء لي يحملون داخل حقائبهم أطعمتهم وقد أعدت في المنزل، وهم بذلك يجنبون أنفسهم تلك المتاعب المحتملة من الأطعمة السريعة.

وختاما.. فليس كل ما وافق النمط العصري كان صوابا ؛ بعضه صواب وبعضه خطأ، والإنسان العاقل لا ينساق وراء رغباته وشهواته، وإنما يفكر في عاقبة الأمور، ويرى لنفسه ما يصلحها، ويبتعد عما يجلب لها المتاعب والمشكلات.


فكر

§     كم فقرة في الموضوع السابق؟

§     ما عنوان كل فقرة؟

§     كيف برهن الكاتب على الرأي الذي اختاره؟

§     كيف فنَّد الكاتب الرأي المخالف؟


تدريب

اكتب في موضوع واحد من الموضوعات الآتية (مؤيدا/معارضا) مقالا جدليا (300) كلمة.


1.           إنشاء دور المسنين في الوطن العربي بين التأييد والمعارضة.

2.   استقلال الشاب العربي بحياته في مسكن خاص إذا تجاوز الثامنة عشرة.

3.           حياة القرى أكثر هدوءا وأجمل من حياة المدن.

4.   لا يوجد في الواقع الذي نعيشه صداقة حقيقية، ربما زمالة، قرابة، أما صداقة فلا.

5.   عند التخطيط للوقت من المهم البدء بالأمور المحببة بصرف النظر عن أهميتها.

6.           الإنسان هو العدو الأول للبيئة، هو من يستهلك مواردها بلا حساب.

7.   كرة القدم هواية جميلة تقرب بين الشعوب، يرى البعض أنها غير مهمة وأنها مجرد لعبة.
على الإنسان أن يحافظ على عاداته وتقاليده، وألا يختلط بالشعوب الأخرى، حتى لا يتأثر بها.

الأحد، 17 أغسطس 2014

مشكلة الإملاء في المرحلة الابتدائية


أهمية الإملاء في حياتنا:
تنقطع صلة الطالب بقواعد النحو بمجرد الانتهاء من المرحلة الثانوية، وربما لا يحتاج إلى قواعد النحو بعد ذلك إلا في مواضع قليلة ، مثلا : إذا أراد فهم آية من القرآن، أو تقديم المساعدة لأحد الصغار في القواعد، أما الإملاء فيبقى مع الإنسان بعد تخرجه، ويستخدمه باستمرار في عمله، وكثيرا ما يتعرض الكبار للحرج الشديد بسبب الخطأ الإملائي في أحد الخطابات الرسمية، ويكون بذلك عرضة للسخرية من بعض الزملاء بسبب هذا الخطأ؛ من هنا كان للإملاء أهمية كبيرة ربما تفوق أهمية القواعد النحوية، كما أنَّ الهدف من الكتابة (الإفهام ونقل الأفكار) لا يتم على الوجه المطلوب إلا بإجادة الإملاء.

أسباب ضعف الإملاء لدى الطفل:
تتعدد أسباب الضعف في الإملاء، فمنها ما يرجع إلى اختلاف ثقافة المجتمع بصفة عامة، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي العام، ومنها ما يرجع إلى صعوبة قواعد الإملاء.
1) في السنوات الأخيرة أصبح لدى أفراد المجتمع ميل كبير لتعلم اللغات الأجنبية، وترسَّخ هذا الميل لدى أولياء الأمور الذين يحرصون على تعليم أبنائهم في المدارس الأجنبية، وأصبحت مكتبة البيت زاخرة بالكتب والقصص الأجنبية خالية من القصص العربية، ولأن القراءة صنو الكتابة ، ولأن العلاقة بين القراءة والكتابة علاقة جدلية يتم فيها تبادل التأثير والتأثر فقد أدى إهمال القراءة في نهاية الأمر إلى ضعف الإملاء.
2) التطوير المستمر في مناهج التعليم استدعى تدريس مواد أخرى جديدة لمواكبة التقدم وتطوير التعليم، وكان هذا التطوير (غالبا) على حساب حصص اللغة العربية، وإذا كان هذا التعديل في حصص اللغة العربية يتم في نطاق ضيق ومحدود في المدارس الحكومية فإنه في مدارس اللغات والمدارس الدولية يتم بصورة واضحة جدا ، فإذا كان نصاب اللغة العربية لأحد الصفوف في المدارس الحكومية اثنتي عشرة حصة فإنك ستجد الحصص تتقلص إلى تسع حصص في مدارس اللغات، ثم تتقلص إلى خمس وربما ثلاث حصص في المدارس الدولية؛ الأمر الذي يؤثر سلبا بطبيعة الحال في مستوى الطالب في اللغة بصفة عامة، وفي الإملاء بصفة خاصة.
3) قواعد الإملاء متشعبة ومتشابكة بصورة يصعب معها تذكر القاعدة كلما احتاج الطالب إلى ذلك، ومع هذا التشعب تكثر الاستثناءات في كل قاعدة، وقد شاع في تراثنا العربي عند تعليم الصغار الإملاء أنَّ ما يُنطق يكتب، وهذا اعتقاد خاطئ ؛ لأن في كثير من الكلمات حروفا تُكتب ولا تُنطق، وأخرى تُنطق ولا تُكتب، وهذا ليس مما تفردت به اللغة العربية فقط، بل هو مسلك شائع في اللغات كلها: ليس كل ما ينطق يكتب .

أسس تعليم الإملاء:
1) عدم الاعتماد بصورة كبيرة على قواعد الإملاء وخصوصا في المرحلة الابتدائية؛ لصعوبة تلك القواعد وتشعبها، والاعتماد على التدريب المستمر على الأنماط والأشكال الواردة في حياتنا اليومية وفي كتب القراءة.
2) الاعتماد في تعلم الإملاء على : حاسة البصر، والسمع، والتدريب الحركي باستخدام اليد، وعدم الاقتصار على حاسة واحدة.
3) الاهتمام بالمعنى وإجراء مناقشة حول أفكار الإملاء قبل الشروع في الكتابة.
4) ربط الإملاء باهتمامات الطالب، وانتقاء الشيق والممتع من القطع الإملائية.

طرق وأساليب لتعليم الإملاء:
1) الإملاء المنقول، وفيه يقرأ (المعلم/ ولي الأمر) الفقرة قراءة جهرية، ويجري مناقشة حول: أفكار الفقرة، وطريقة كتابة بعض الكلمات الصعبة، ويطلب من الطلاب تهجي هذه الكلمات، ثم يطلب من الطلاب كتابة الفقرة في كراسة الإملاء.
2) الإملاء المنظور، وفيه يقرأ (المعلم/ ولي الأمر) الفقرة قراءة جهرية، ويجري مناقشة حول: أفكار الفقرة، وطريقة كتابة بعض الكلمات الصعبة، ويطلب من الطلاب تهجي هذه الكلمات، ثم يُملي على الطلاب الفقرة في كراسة الإملاء، بعد إخفاء الفقرة.
3) الإملاء الاختباري، يُملي (المعلم/ ولي الأمر) على الطالب الفقرة، ويمنحه الدرجة من عشر درجات بخصم نصف درجة على كل خطأ.
4) طريقة اكتشاف الأخطاء، يُملي (المعلم/ ولي الأمر) على الطالب الفقرة، ويكتب الكلمات التي أخطأ فيها الطالب في ورقة، ويطلب منه التدريب على كتابة تلك الكلمات حتى يتقن كتابتها غيبة.

طرق تقييم الإملاء:
1) تقييم المعلم، يصوب المعلم أخطاء الإملاء أمام الطالب، وهذا يمنح الطالب فرصة لمعرفة أخطائه، وربما صوَّب المعلم أخطاء الطالب عقب الانتهاء من الحصة، ثم يوزع كراسات الإملاء على الطلاب في حصة تالية.
2) تقييم ذاتي، بعد الانتهاء من الإملاء يعرض (المعلم/ ولي الأمر) الإملاء على الطالب، ويقوم الطالب باكتشاف أخطائه وتصويبها.

3) تقييم الأقران، في الصف الدراسي بعد الانتهاء من الإملاء يعرض المعلم الإملاء على الطلاب، ويتبادل كل اثنين من الطلاب الكراسات، ويقيم كل طالب زميله، وهذا يعزز الصواب ويعالج الأخطاء لدى الطالب المصحح لإملاء زميله.


مصادر
- الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ، عبد العليم إبراهيم.
- تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق ، حسن شحاتة.