لا أذكر آخر مرة شاهدت فيها مباراة من مباريات كرة السلة، ولكنني أذكر أنه
في تلك المباريات كثيرا ما أرى المدرب يطلب من الحكم وقتًا مستقطعًا، وفي تلك
الثواني المعدودة يحدث ثلاثة أمور:
الأول- التقاط
الأنفاس من جراء الجهد العنيف الذي يُبذل في المباراة.
الثاني – مراجعة
ما تم إنجازه من خطة المباراة، وتقييم سريع غير مُحبط للفترات السابقة.
الثالث – وضع
مجموعة من الإجراءات التحسينية لاستكمال المباراة في ظل متغيرات جديدة لم يضعها
المدرب في الحسبان.
هذا ما يحدث – إن صدق ظني – في ذلك الوقت المستقطع، وأظن أننا في خضم
الأحداث التي نحياها، وتلك الوتيرة المتسارعة لنمط الحياة، مع تغير واضح في منظومة
القيم والأخلاق والعادات؛ أظن بعد كل ما سبق أننا نحتاج إلى وقت مستقطع نلتقط فيه
أنفاسنا، نرتفع بأنفسنا وذواتنا عن (مفرمة) الحياة، وننظر إلى الأحداث من عل.
نحتاج إلى وقت مستقطع حتى نُقَيِّمَ ما مر بنا من سنين، فإذا ما ظهر الشيب،
وبدأ الإنسان يعاني من متاعب صحية مزمنة، وأصبح يرى في أعين الآخرين نظرات الإكبار،
وسمع منهم العبارات النمطية الخاصة بكبار السن: (يا حاج – يا عم) ، أقول إذا طرأت
تلك المتغيرات على الإنسان فواجب عليه أن يراجع نفسه، ويرى ما حقق لدنياه، وما
قدَّم لأخراه.
وفي ظل ذلك الاحترام المفاجئ من قبل أفراد المجتمع لي بسبب تقدم سني شعرت
برغبة مُلحة في وقت مستقطع، أعيد صياغة أهدافي، وأنظر إلى الدنيا نظرة جديدة، أكثر
نضجا، وأشمل رؤية، ثم أخطط من جديد لاستثمار ما بقي من عمري برويَّةٍ وهدوء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق