الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

ولو ردوا لعادوا


هذه قصة من الأدب الإنجليزي بعنوان (تجربة) قرأتها في كتاب: (مائة قصة من الأدب الإنجليزي) للأستاذ محمد السباعي، وقد تصرفت في بعض تفاصيلها دون الإخلال بمضمونها والعناصر الأساسية لها.

وهي قصة توضح مدى ما يتعرض له الإنسان من غبن في إهدار وقته وعمره وشبابه، ثم لا يجني من ذلك إلا الندم، حين لا ينفع الندم.

دعا أحد الأطباء المشهورين أصدقاءه القدامى في مكتبه بمنزله العتيق، والمدعوون هم ثلاثة رجال: سياسي وتاجر وقائد جيش وأرملة كانت من أجمل بنات المدينة في شبابها، وكانوا جميعا قد تجاوزوا الثمانين، وقد ظهرت صروف الدهر في انحناءة ظهورهم، وتجاعيد وجوههم، والشيب الذي اشتعل في رءوسهم.

بصعوبة جلس الأربعة أمام مكتب الطبيب، وكان واضحا أنهم لم يلتقوا منذ زمن بعيد، ونظروا إلى الطبيب بعين مِلؤها الفضول عن سرِّ تلك الدعوة، ولم يُطل الطبيب فترة الصمت، وبدأ في الحديث، وقال لهم: لقد دعوتكم اليوم لتشهدوا تجربة لا أظن أنَّ أحدا في العالم قد شهدها، تساءلوا بفتور: وما تلك التجربة التي جعلتك تتذكر أصدقاءك القدامى؟ فقال لهم: لقد توصلت إلى إكسير الشباب.

لم يَبدُ على أي منهم الدهشة أو التعجب مما قيل، وإنما قالت له الأرملة العجوز بحسرة: وهل يعود الشباب؟! فقال الطبيب: كنت أتوقع منكم هذا الرد، ولكن دعونا نجري تجربة صغيرة، وقام إلى كتاب قديم بالمكتبة، ونفض عنه غبار السنين، ثم أخرج من ثناياه وردة ذابلة، وقال لهم: هذه الوردة الذابلة أهدتها لي زوجتي قبل أن تموت منذ عشرات السنين، ثم أحضر إبريق ماء، وصبَّ على الوردة قطرات من الماء، وهنا لم يصدق الأربعة ما رأوه، فقد عادت إلى الوردة نضارتها، كأنما دبَّت فيها الحياة من جديد، ثم سألهم: هل تريدون أن تخوضوا التجربة.

وافق الجميع، وطلب الطبيب من كل واحد منهم أن يشرب جَرعة من الماء، ولا يزيد، ففعلوا، وبدأ الماء يؤثر في أبدانهم التي سرت فيها بعض القوة والنشاط، واختفى شيب رءوسهم واعتدلت ظهورهم، وبدأت التجاعيد تتلاشى شيئا فشيئا، ولكنهم لم يصلوا بعدُ إلى الشباب، وكأنهم سعدوا بتلك النتيجة، ولكنهم أخبروه بأنهم لم يصلوا إلى الشباب كما وعدهم، فقال لهم: مع الجرعة الثانية ستعودون شبابا، ولكن أود أن تمنحوني عهدا: ألا تفعلوا شيئا من أخطاء الشباب وهفواته التي أقمتم عليها سنين طويلة، فعاهدوه وشربوا الجرعة الثانية.

كان تأثير هذا الجرعة أكبر بكثير من سابقتها، وظهرت ملامح الشباب وقوته وعنفوانه عليهم، وبدا كل واحد منهم يتحدث عن طموحاته وآماله التي يطمح في تحقيقها، وعادوا إلى سابق عهدهم من اللهو والعبث، ونسوا تماما عهدهم مع الطبيب، ثم التفت الثلاثة فرأوا العجوز وقد عادت فتاة جميلة، فاتنة كما عرفوها قديما، وأراد كل واحد منهم أن يراقصها، وتنازعوا فيما بينهم، واستحال الأمر إلى تدافع وصخب، ولكن في لحظة ما تعلقت أعينهم بالوردة فإذا هي ذابلة كما كانت؛ فتسربت إليهم مشاعر الإحباط والذهول، وبعد قليل، عاد الشيب ودبَّ الضعف وظهرت التجاعيد، وشعروا بالخجل والأسف لما كانوا عليه من تهور وحمق.

في سورة الأنعام يقول الله تعالى عن أهل النار: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).

الأحد، 22 سبتمبر 2013

اشتراط النفي أوالاستفهام في المبتدأ الوصف



ينقسم المبتدأ إلى قسمين: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له فاعل سدَّ مسد الخبر، وبحثنا عن المبتدأ الذي له فاعل سدَّ مسد الخبر؛ إذ اشترط له النحاة مجموعة من الشروط:
1 ) أن يكون مرفوعه اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا (على خلاف بين النحاة).
2 ) أن يتم الكلام بمرفوعه.
3 ) أن يعتمد على نفي أو استفهام، وهذا موضع خلاف البصريين والكوفيين، ومحل بحثنا في تلك السطور.

يشترط البصريون في الوصف أن يعتمد على نفي أو استفام، وهذا الشرط لا يشترطه الأخفش والكوفيون، ويتوسط ابن مالك ويقول باستحسان الاعتماد لا وجوبه، ويذكر أنه مذهب سيبويه.

يستدل الكوفيون بمجموعة من الأدلة، منها قول الشاعر:
خبير بنو لهب فلا تك ملغيا   مقالة لهبي إذا الطير مرت
والبصريون لا يعتدون بهذا البيت؛ لجواز كون (خبير) خبرا مقدما، ولم يطابق لأن باب فعيل لا يلزم فيه المطابقة، على حدِّ: (والملائكةُ بعدَ ذلكَ ظهير)، وقوله: (هن صديق للذي لم يشب).

كذلك استدل الكوفيون بقول الشاعر:
فخير نحن عند الناس منكم   إذا الداعي المثوب قال يالا
فخير مبتدأ، ونحن فاعل، ولا يكون خبرا مقدما، ونحن مبتدأ؛ لأنه يلزم في ذلك الفصل بمبتدأ بين أفعل التفضيل ومن، وهما كمضاف ومضاف إليه، وإذا جعل نحن مرتفعا بخير على الفاعلية لم يلزم ذلك، لأن فاعل الشيء كجزء منه.
لكنَّ بعضهم زعموا أن (خير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره (نحن)، وقوله (نحن) تأكيد للضمير المستتر في خير، ولا يخفى على القارئ ما في هذا التأويل من تهافت؛ إذا كيف يلجأ إلى تقدير شيء وفي الكلام ما يغني عنه.

وفي النهاية أرجح رأي ابن مالك الذي نسبه إلى سيبويه؛ وذلك لأن ما احتج به الكوفيون لا يصل إلى حدِّ الكثرة التي يقاس عليها، ومن جانب آخر فإن تأويل البصريين لتلك النصوص القليلة لم يكن بالقوة بحيث نطمئن إلى عدم صحة الاستدلال بهذه الأدلة.

المراجع
منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل
شرح التسهيل لابن مالك
همع الهوامع للسيوطي

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

من مسائل الخلاف النحوي . . إبدال الظاهر من المضمر بدل كلّ




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، فهذه مسألة من مسائل الخلاف بين الكوفيين والبصريين، وهي من المسائل التي لم ترد في كتاب ابن الأنباري: (الإنصاف في مسائل الخلاف).

يرى جمهور النحاة جواز إبدال الظاهر من ضمير الغائب مطلقا، ويجوز إبدال الظاهر من ضمير المتكلم والمخاطب بدل كلّ إذا كان البدل فيه معنى الإحاطة، كما في قوله تعالى: "تكونُ لنا عيدًا لأولِنا وآخرنا" (المائدة 114)، وكما في قول الشاعر:
فما برِحت أقدامنا في مقامنا    ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا (شرح الأشموني بحاشية الصبان 3/ 129).

فإن لم يكن فيه معنى الإحاطة فمذاهب:
الأول – المنع، وهو مذهب جمهور البصريين.
الثاني – الجواز، وهو قول الأخفش والكوفيين.
الثالث – أنه يجوز في الاستثناء، نحو ما ضربتكم إلا زيدا، وهو قول قُطْرُب. (شرح الأشموني بحاشية الصبان 3/ 129).
أما قول قطرب: إنَّ (زيدا) في (ما ضربتكم إلا زيدا) بدل كلّ، ففيه نظر؛ لأنّ (زيدا) ليس بدل كل من ضمير المخاطبين، بل بدل بعض (شرح الأشموني بحاشية الصبان 3/ 129)، ويصرح الصبان بأنه لا يوجد مثال يكون فيه المستثنى بدل كلّ من المستثنى منه (شرح الأشموني بحاشية الصبان 3/ 129).

أما الأخفش فقد استدل بقوله تعالى: " ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون" (الأنعام 12)؛ إذ جعل الأخفش (الذين خسروا) بدلا من ضمير الخطاب في (ليجمعنكم)، وجمهور البصريين لا يعربونها كذلك، فهم يجعلون (الذين خسروا) نعتا مقطوعا للذمِّ (شرح الكافية 1/ 342).
كذلك استدل الكوفيون بحديث أبي موسى الأشعري "أتينا النبي – صلى الله عليه وسلم – نفرٌ من الأشعريين" (شرح التسهيل لابن مالك 1/ 334).
واستدلوا بقول الشاعر:
بكم قريشٍ كفينا كلّ معضلة  وأم نهج الهدى من كان ضليلا (شرح التصريح 2/ 161).
وسمع الكسائي: إليّ أبي عبد الله (شرح التصريح 2/ 161).
كما قاس الكوفيون ضميري المخاطب والمتكلم على ضمير الغائب، وعلة القياس عدم اللبس، يقول السيوطي عن أدلة الكوفيين: " القياس على ضمير الغائب لأنه لا لبس فيه أيضا، ولذا لم يُنعت، ولو كان البدل لإزالة اللبس لامتنع في الغائب كما امتنع أن يُنعت" (همع الهوامع 2/ 127).

أما البصريون فقد استدلوا على المنع بأنّ البدل ينبغي أن يفيد ما لم يفده المبدل منه، ومن ثَمَّ لم يجز: مررت بزيدٍ رجلٍ، وبدل الكلّ من الكلّ لما كان مدلوله مدلول الأول، فلو أُبدل فيه الظاهر من ضمير المتكلم أو المخاطب، وهما أعرف المعارف كان البدل أنقص من المبدل منه في التعريف، فيكون أنقص منه في الإفادة لأن مدلولهما واحد، وفي الأول زيادة تعريف، بخلاف البعض والاشتمال والغلط؛ فإنّ مدلول الثاني فيهما غير مدلول الأول" (حاشية العليمي على التصريح 2/ 161).
ويعبرون عن هذا بطريقة أخرى، فيقولون: "إن الغرض من البدل البيان، وضمير المخاطب والمتكلم في غاية الوضوح، فلم يحتج إلى بيان" (همع الهوامع 2/ 127).
وقد أجاب الأخفش "بمنع اتحاد المدلولين في بدل الكلِّ؛ إذ لو اتحد مفهومهما لكان الثاني تأكيدا للأول لا بدلا عنه" (همع الهوامع 2/ 127).
أما قول البصريين: "إن الغرض من البدل البيان، وضمير المخاطب والمتكلم في غاية الوضوح، فلم يحتج إلى بيان" فيرده قياس الكوفيين الذي احتجوا به، فإن ضمير الغائب من جملة الضمائر التي هي أعرف المعارف، ومع ذلك يُبدل منه بدل كلّ دون خلاف.

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

أنت



للأستاذة/ عنايات أحمد



قرأت قصة قسمتي ونصيبي ضمن مجموعة: (رأيت فيما يرى النائم)، للأستاذ/ نجيب محفوظ، وهي قصة رمزية تحكي عن طفل غريب أسفله مُوَحَّد وأعلاه يتفرع إلى اثنين، فسُمِي أحدهما قسمتي والآخر نصيبي، والاثنان كانا عكس بعضهما في كل شيء: في الطباع، في الصفات، حتى في الشكل؛ فأحدهما (نصيبي) مرح هوائي متمرد، والآخر (قسمتي) جاد عاقل رزين روتيني، وشبّ الاثنان مختلفين في كل شيء، لا يتفقان سوى في النصف الأسفل من الجسم، وكان كل منهما يتمنى أن يفارق الآخر؛ ليعيش حياته كما يحلو له.

وبعد فترة من المعاناة والشجار المتواصل حدث ذلك، ومات نصيبي وعاش قسمتي يحمل جثة أخيه المُحنَّطة، ولكن بموت (نصيبي) عاش (قسمتي) بلا روح .. بلا حماس، فقرر أن يهب نفسه للعمل ... والعمل فقط.

لماذا يا قسمتي: أليس هذا ما كنت تتمناه أن تستقل بحياتك بعيدا عن نصيبي؟
لم أكن أعلم أن نصيبي هو من يهب لحياتي بهجتها وروحها، لم أكن أعلم أن نصيبي قلبي النابض في جسدي. 
وتنتهي القصة وقسمتي ينتظر الموت، فقد مات أحلى ما فيه . . نصيبي.

تلك قصة رمزية تحس أنها تحكي عنك أنت، نعم أنت أيها الإنسان ... فكل منا يحمل في أعماقه شخصيتين مختلفتين في كل شيء: ففيك التمرد وفيك الطاعة، وفيك الحب والكره، والنفس الأمارة واللوامة، والخير والشر، والعقل والجنون، حوت نفسك كل ما في الكون من تناقض، فارضَ بنفسك كما هي، وتعامل مع الآخرين على سجيتك، حتى لا تندم وتصير مثل قسمتي فتعيش بلا روح ... فأنت قسمتي ونصيبي معًا.  


الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

كان وحده . . صمود ابن حنبل



اعتاد أصحاب التراجم عندما يتكلمون عن أحد العلماء أن يستعينوا ببعض العبارات المنمقة التي لا تخلو من المبالغة أحيانا، مثل: الإمام (فلان بن فلان) وحيد عصره وفريد دهره، ناصر السنة وقامع البدعة، جامع أشتات العلوم، المبرز في المفهوم منها والمنقول . . إلخ، ولكن عند قراءتي لترجمة الإمام أحمد، وجدت نفسي أقل من أن أصفه بكلماتي المتواضعة، إنه الإمام أحمد وكفى.

الإمام أحمد بن حنبل أحد أئمة المذاهب الفقهية الأربعة التي تدرس في العالم الإسلامي، وفي مصر يعتبرون مذهبه – عن جهل – أكثر المذاهب تشددا، وإذا أرادوا وصف إنسان بالتشدد قالوا: حنبلي، وهو إمام الحديث صاحب المسند، ويُروى أنه كان يحفظ ألف ألف حديث (مليون)، وهو الإمام المعروف عنه الزهد والورع.

ولكن تناولي لحياة الإمام لن يتطرق للفقه أو الحديث، وإنما سيكون تركيزي على موقفه من محنة خلق القرآن، التي بدأت أيام المأمون واستمرت في عهد المعتصم.

أحاطت بالمأمون جماعة من المعتزلة زينوا له القول بخلق القرآن، وقد أراد المأمون بدوره أن يحمل الناس جميعا على القول بهذا الرأي، فبعث إلى نائبه ببغداد يخبره بذلك، وقد استدعى النائب جماعة من العلماء والمحدثين، وأخبرهم بقول المأمون بخلق القرآن، فأجابوه؛ خوفا من العزل من وظائفهم أو منعهم من الإفتاء أو منعهم من رواية الحديث على الناس، ولم يمتنع من العلماء عن القول بخلق القرآن إلا القليل، وهنا أخبر النائب الخليفة المأمون بموقف هؤلاء العلماء الذين امتنعوا عن القول بخلق القرآن، فطلب منه المأمون إحضارهم إليه ليقتلهم، فتراجع هؤلاء العلماء عن موقفهم؛ خوفا على حياتهم؛ متأولين قوله تعالى: "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" ، ولم يثبت على موقفه من العلماء إلا اثنان: أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح، وحُمل الاثنان على بعير قد قُيدا بالحبال، في طريقهما إلى المأمون، وقبل أن يصلا إليه: وصلت الأنباء بموت المأمون وتولية المعتصم، فعادا في سفينة كانت تُقِلُّ أسرى الحرب، وفيها مات محمد بن نوح؛ ليواجه أحمد بن حنبل الفتنة منفردا.

لم يكن المعتصم بأرأف على ابن حنبل من المأمون، فسجنه ثمانية وعشرين شهرا، وبعدها أخرجه إليه في دار الخلافة، وهناك دارت المناظرات بين أحمد بن حنبل وبين علماء المعتزلة وقضاة الخليفة، واستمرت تلك المناظرات حوالي ثلاثة أيام، لم يستطيعوا خلالها أن يقيموا عليه حجة، بل علت حجته (رحمه الله)، ثم خَلُصَ رأيهم أنه ضال مضل كافر، وأُخِذَ ليضرب بالسياط، فكان يُضرب ضربا شديدا، فيفقد وعيه ثم يفيق، والمعتصم عند رأسه يطلب منه أن يقول بخلق القرآن، فيرفض، ثم يُضرب، ويفقد الوعي من جديد، ومع كثرة الضرب وفقدان الوعي خاف المعتصم أن يموت الإمام بين يديه، فتركه يعود إلى بيته، واستمر الإمام يُعالج فترة طويلة مما أصابه، حتى إذا شُفي فرح المسلمون بشفائه، وسامَحَ أحمد بن حنبل من آذوه وعذبوه إلا أصحاب البدع، وكان يقول: ماذا تفعل بعذاب أخيك المسلم؟

هذه السطور قطرة من سيرة هذا الرجل العظيم الذي واجه دولة بمفرده، وفي النهاية انتصر بصموده وإرادته.