الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الأمل



تختلف نظرة الناس للأحداث التي تمر بهم ، بعضهم ينظر إلى الجانب الأفضل، وهؤلاء هم المتفائلون، وهم يعتقدون أن الأمور تسير نحو الأفضل، أما المتشائمون فعلى النقيض تماما.
وهناك مثال مشهور لتوضيح اختلاف نظرة الناس للأمور، فلو عرض على اثنين كوب من الماء مملوء إلى نصفه، لقال المتشائم إن نصفه فارغ، أما المتفائل فيقول: إن نصفه مملوء.
يرى المتفائلون أن كثيرا من الأحداث التي يراها الناس شرا هي في الحقيقة بداية الخير، فالنور يولد من قلب الظلمة ، وكل محنة تحوي في ثناياها منحة من الله.
والقارئ لسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى كيف يأتي فرج الله من قلب الشدائد، ففي عام الحزن فقد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثنين من أعز الناس عليه، وأكثرهما نصرا له: عمه أبو طالب، وزوجته السيدة خديجة (رضي الله عنها)، وثالثة الأحزان عندما أراد (صلى الله عليه وسلم) أن يخرج إلى الطائف لنشر الدعوة هناك فقوبل بالسخرية والاستهزاء والضرب، فكان فرج الله وتسليته لنبيه (صلى الله عليه وسلم) في رحلة الإسراء والمعراج.
وفي غزوة أحد هُزم المسلمون، ولكن تلك الهزيمة كانت درسا للمسلمين عبر العصور، علمتهم أهمية طاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتحقيق النصر على الأعداء.
وفي غزوة الخندق حوصر المسلمون وجاءهم الخوف من كل مكان، وظن بعض الناس أن هذه المعركة ستكون نهاية الإسلام، فجاء النصر من الله بالريح التي أرسلها الله على معسكر الأعداء.
وفي طريق المسلمين لأداء مناسك العمرة منعتهم قريش، وعقد صلح الحديبية، وتسرب الشك إلى بعض القلوب، وعم الغضب ، ولكن بعد أعوام أدرك المسلمون أن ذلك الصلح كان خيرا للمسلمين، وأنه حقق ما لم تحققه المعارك.
تلك المواقف تؤكد أن النور يولد من قلب الظلمة، وأن فرج الله قريب، وأن اليأس والتشاؤم لا مكان لهما في حياة الإنسان صاحب الرسالة والهدف الأسمى. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق