الاثنين، 12 نوفمبر 2012

عرض إجمالي لتاريخ النحو العربي



لقد كان للقرآن الكريم أثر مهم في نشأة النحو العربي، إذ كان اللحن في تلاوته داعيا إلى وضع أبي الأسود الدؤلي ت (69 ) نقط الإعراب؛ ومن هنا كان نقط الإعراب البداية الفعلية للنحو العربي، وكان ذلك بعد منتصف القرن الأول الهجري.
وكشأن أي علم في بدايته، فقد بدأ النحو على هيئة ملاحظات يسيرة حول الصواب والخطأ في البنى والتراكيب.
ويبدأ القرن الثاني الهجري وتبدأ معه جهود جادة من النحاة أمثال: أبي إسحاق الحضرمي وأبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، وينتهي علم هؤلاء إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي، ثم تلميذه من بعده سيبويه الذي استطاع أن يستوعب سمات تلك المرحلة، مرحلة النشأة.
وقد واكب بزوغ نجم سيبويه في البصرة نشأة النحو الكوفي، وكان شيخ الكوفيين في ذلك الوقت الكسائي، أحد القراء السبعة.
ولم تؤذن شمس القرن الثاني بالمغيب حتى كان النحاة ما بين بصري وكوفي، وبغداد يومئذ ملتقى المناظرات بينهما، وقد كان ذلك داعيا إلى نشأة اتجاه جديد، نشأ نتيجة الخلاف بين الكوفيين والبصريين، وهو الاتجاه البغدادي.
إن الدعامة التي قام عليها هذا الاتجاه هي المفاضلة بين آراء البصريين والكوفيين، وهذه الدعامة ألجأتهم إلى وضع معايير وأسس لهذا الاختيار؛ ومن هنا بدأ التأليف في الأصول الكلية التي تحكم النحو العربي، وكان ذلك على يد أبي الفتح عثمان بن جني في نهاية القرن الرابع الهجري.
ثم يأتي القرن الخامس ولا نجد إضافات ذات بال إلى هيكل النحو العربي، وفي بداية القرن السادس يضع جار الله الزمخشري كتابه المفصل ، وينحو في هذا الكتاب منحى تعليميا واضحا، ويسير ابن هشام على هذا المنحى التعليمي في مؤلفاته.
لقد كان لغلبة هذه النزعة المعيارية دور في خلق رد فعل عكسي تمثل في ظهور بعض المحاولات النقدية، وأبرزها محاولة ابن مضاء مؤلف كتاب الرد على النحاة.
ولم يكن لمحاولة ابن مضاء صدى في عصرها بقدر ما كان لها في العصر الحديث.
لقد شهد العصر الحديث محاولات لتيسير النحو، وانطلقت المحاولات من منطلقين: الأول: التأثر بآراء ابن مضاء، والثاني: التأثر بالمناهج اللغوية الحديثة في الغرب، وما زالت تلك المحاولات تتوالى حتى عصرنا الحالي.
المراجع
النحو وكتب التفسير لإبراهيم عبد الله رفيدة
سيبويه إمام النحاة لعلي لنجدي ناصف
نشأة النحو وتاريخ أشهرالنحاة لمحمد طنطاوي
المدارس النحوية لشوقي ضيف
اللغة بين المعيارية والوصفية لتمام حسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق