الخميس، 25 أكتوبر 2012

قصة الحريق ( من أدب الأطفال )



الحريق

في الغابة الواسعة كانت الحمير الوحشية أول من شمت رائحة الدخان، وبعدها وقفت كل حيوانات الغابة ساكنة، تمد أعناقها تتشمم الهواء.

وعندما بدأت القرود تصيح فوق الأشجار، وهي تهرب في جماعات كبيرة إلى عكس الاتجاه الذي تأتي منه رائحة النار، بدأت كل الحيوانات تجري في جنون.

لم يفكر الثعبان الخبيث أن يلتف حول غزالة ليعصرها بعضلاته، ولم يتوقف النمر المفترس ليكسر عنق أحد الحمير، وتركت الأسود كل خطط الصيد لتقود أسرتها بعيدا عن النار.

وفجأة توقفت القطعان المندفعة . . لقد اعترض طريقها مجرى نهر واسع عميق.

صاح كبير القردة : على الأفيال أن تحطم بعض الاشجار، وتلقيها في عرض النهر، فنقفز فوقها، ونعبر.

لكن قائد الحمير الوحشية احتج غاضبا : القرود لا تفكر إلا في نفسها، نحن لا نستطيع القفز، لابد أن يكون المعبر ثابتا حتى نستطيع أن نهرب فوقه.

وصاح زعيم الأفيال : ونحن لا نتلقى الأوامر من القردة، إننا نؤيد كلام الحمير.

وجن جنون القردة، وانقض أضخمها على قائد الحمير، ولطمه لطمة قاسية، أصابت عينه إصابة دامية.
وغضب زعيم الأفيال من القرد، فمد خرطومه، وأمسك به، ورفعه عاليا، ثم ألقى به بعيدا.

وانقضت القردة تحاول أن تنتقم من الحمير الوحشية، واندفعت الحمير الوحشية وسط الأفيال تحتمي بها، وداست الأفيال على أسرة الأسد وعائلة النمر، فقفزت النمور والأسود فوق الأفيال والقردة والحمير، تمزقها وتقضي عليها، أما الثعبان فقد ابتعد في هدوء .

وبعد لحظات كان شاطئ النهر قد تغطى بآلاف الحيوانات التي قتلت بعضها بعضا، ولم ينتبه أحد إلى النار التي كانت تقترب أكثر وأكثر، وبدأت ألسنة اللهب تحرق الأجسام، وأحاطت النار بالحيوانات كلها، ومن لم يمت حرقا، مات غرقا.

أما الثعبان فقد عبر النهر سباحة ونجا.

من مجموعة ألف حكاية وحكاية ليعقوب الشاروني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق