الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي





الناس في تلك الحياة صنفان: الأول، أصحاب الهمم العالية، التي يبذلون في سبيلها كل ما يستطيعون من مال ووقت وصحة، وربما يضحون بحياتهم من أجل تلك الغايات السامية، والصنف الثاني، أبناء الدنيا الذين رضوا بالطعام والشراب، وهؤلاء ربما يعيشون أعمارا مديدة، ولكنهم يموتون دون أن يتركوا بصماتهم في تلك الدنيا التي عاشوا من أجلها.

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من فبراير عام 1909م ، في مدينة توزر في تونس .

مات ولما يبلغ الخامسة والعشرين بعد كفاح مرير مع مرض القلب .

يقول عنه الدكتور شوقي ضيف : إنه فلتة من فلتات عصرنا الحديث في حدة الإحساس وعمقه .
         
إذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياة

ولا بُدَّ للَّيلِ أنْ ينجَـــــــــــــــــــــلِي

ومنْ لمْ يُعانقْهُ شَوقُ الحياة

كذلكَ قالتْ لِيَ الكائنـــــــــاتُ

إذا ما طمَحْتُ إلى غــــــــايةٍ

ولمْ أَتَخَوَّفْ وُعُورَ الشِّعابِ

ومنْ لا يحبُّ صُعودَ الجِبالِ

وقالتْ لِيَ الأرضُ لمَّا تساءلـ

أُبارِكُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ

وألعنُ منْ لا يماشي الزمــــــانَ

هوَ الكونُ حيٌّ يحبُّ الحـــــياةَ


فلا بُدَّ أنْ يستَجِيبَ القَــــــــــدَرْ

ولا بُدَّ للقَيْدِ أنْ ينكَــــــــــــــــــــــسِرْ

تبَخَّرَ في جوِّها واندَثَـــــــــــــــــرْ

وحدَّثني رُوحُها المُستَتِر :

لَبِسْتُ المُنَى وتركتُ الحَذَرْ

ولا كبَّةَ اللهَبِ المُسْــــــــــــــــتَعِرْ

يعِشْ أبدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ

ـتُ : يا أمُّ، هل تكرهينَ البَشَرْ؟

ومنْ يستَلِذُّ ركــــــــــــــــــــــــوبَ الخَطَرْ

ويقنَعُ بالعيشِ عيشِ الحُــــــــــــــــجَرْ

ويحْتَقِرُ الميِّتَ المُنْدَثِــــــــــــــــــــــــــــــــــرْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق