الثلاثاء، 17 أبريل 2012

قصيدة حافظ إبراهيم ( اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها )





بعد سقوط بغداد على أيدي التتار عاشت الأمة العربية سنين طويلة من اليأس والإحباط، ونسي أبناء الأمة ما كان عليه الآباء من تقدم وازدهار، في ذلك الوقت كانت أوروبا تسابق الزمن لبناء حضارتها الناشئة، التي بدأت من حيث انتهى المسلمون، وأخذت الاختراعات تتوالى، والأمة العربية تغط في نومها، وفجأة انتقلت كثير من تلك الاختراعات إلى بلاد العرب؛ لتتركهم في حيرة، ماذا يفعلون في تلك الأسماء الأجنبية، وبعد تفكير عميق توصل البعض إلى أن العيب ليس في الأمة النائمة، وإنما في اللغة العربية القاصرة عن وصف تلك الآلات.

فرد عليهم حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية قائلا:


رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصــــاتِي

رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَنــــي

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِـــــــــــــــــــدْ لعرائسي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفــــــــــظًا وغايةً

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة

أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ

فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحـــاسِني

فلا تَكِــــــــــلُوني للزّمانِ فإنّـــــــــــــــــــني

أرى لرِجالِ الغَربِ عِــــــــزّاً ومَنعَةً

أتَوْا أهــــــــــــــــلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّـناً

أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِـــــبٌ

ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِــــــــــمتُمُ

سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة أَعْظُماً

حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه

وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ

أرى كلَّ يــــــــــــــــــــــــومٍ بالجَرائِدِ مَـــــــــــــزْلَقاً

وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَـــــــــــجّة

أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنــــــــــــــــهمُ

سَرَتْ لُوثَةُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى

فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْـــــعة

إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَـمعُ حافِـلٌ

فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ فـي البِـلى

وإمّا مَمـــاتٌ لا قيـــــــــــــــــــــــــامَة َ بَعــدَهُ


وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي

عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِــــــــداتي

رِجالاً وأَكفــــــــــــــــــــــــاءً وَأَدْتُ بناتِي

وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

وتَنْسِيقِ أسمــــــــــــــــــــــــاءٍ لمُخْترَعاتِ

فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أســـــــــــــــــــــــاتِي

أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفــــــــــــــــــــاتي

وكـــــــــــــــــــــــــــــــــــم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ

فيا ليتَكُمْ تأتـــــــــــــــــــــــــــــــــــونَ بالكلِمَاتِ

يُنادي بِوَأدي في رَبيــــــــــــــــعِ حَياتي

بما تحتَه مِنْ عَــــــثْرَة وشَتـــــــــــــــــــــاتِ

يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَنــــــــــــــــــــــــــــاتِي

لهُنّ بقلبٍ دائـــــــــــــــــــــــــــــــمِ الحَسَراتِ

حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّـــــــــــــــــخِراتِ

مِنَ القبرِ يــــــــــــــــــدنينِي بغيرِ أناة

فأعـــــــــــــــــــلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي

إلى لغــــــــــــــــــــــــــــة لمْ تتّصلِ برواة

لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ

مشكَّلةَ الأَلوانِ مُختلفـــــــــــــــــــــــــاتِ

بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْـطِ شَكاتِـي

وتُنبِتُ في تلك الرُّمُــوسِ رُفــــــــاتي

مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَـسْ بممـــــــــــاتِ



هناك 5 تعليقات:

  1. هذا النص غير منسق فارجوكم ان تنسقوة جيدا لاستطيع قراءتة

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل شكرا على هذا التعليق القيم، تم إعادة تنسيق النص

      حذف
  2. يجب اعرابه






    ردحذف
  3. ارجو اضافة الشرح

    ردحذف
  4. ليش سيدي البقرة ؟؟؟؟؟

    ردحذف