أهمية الإملاء في حياتنا:
تنقطع صلة الطالب بقواعد النحو بمجرد الانتهاء من
المرحلة الثانوية، وربما لا يحتاج إلى قواعد النحو بعد ذلك إلا في مواضع قليلة ،
مثلا : إذا أراد فهم آية من القرآن، أو تقديم المساعدة لأحد الصغار في القواعد،
أما الإملاء فيبقى مع الإنسان بعد تخرجه، ويستخدمه باستمرار في عمله، وكثيرا ما
يتعرض الكبار للحرج الشديد بسبب الخطأ الإملائي في أحد الخطابات الرسمية، ويكون
بذلك عرضة للسخرية من بعض الزملاء بسبب هذا الخطأ؛ من هنا كان للإملاء أهمية كبيرة
ربما تفوق أهمية القواعد النحوية، كما أنَّ الهدف من الكتابة (الإفهام ونقل
الأفكار) لا يتم على الوجه المطلوب إلا بإجادة الإملاء.
أسباب ضعف الإملاء لدى الطفل:
تتعدد أسباب الضعف في الإملاء، فمنها ما يرجع إلى اختلاف
ثقافة المجتمع بصفة عامة، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي العام، ومنها ما يرجع
إلى صعوبة قواعد الإملاء.
1) في السنوات الأخيرة أصبح لدى أفراد المجتمع ميل كبير
لتعلم اللغات الأجنبية، وترسَّخ هذا الميل لدى أولياء الأمور الذين يحرصون على
تعليم أبنائهم في المدارس الأجنبية، وأصبحت مكتبة البيت زاخرة بالكتب والقصص
الأجنبية خالية من القصص العربية، ولأن القراءة صنو الكتابة ، ولأن العلاقة بين
القراءة والكتابة علاقة جدلية يتم فيها تبادل التأثير والتأثر فقد أدى إهمال
القراءة في نهاية الأمر إلى ضعف الإملاء.
2) التطوير المستمر في مناهج التعليم استدعى تدريس مواد
أخرى جديدة لمواكبة التقدم وتطوير التعليم، وكان هذا التطوير (غالبا) على حساب حصص
اللغة العربية، وإذا كان هذا التعديل في حصص اللغة العربية يتم في نطاق ضيق ومحدود
في المدارس الحكومية فإنه في مدارس اللغات والمدارس الدولية يتم بصورة واضحة جدا ،
فإذا كان نصاب اللغة العربية لأحد الصفوف في المدارس الحكومية اثنتي عشرة حصة فإنك
ستجد الحصص تتقلص إلى تسع حصص في مدارس اللغات، ثم تتقلص إلى خمس وربما ثلاث حصص
في المدارس الدولية؛ الأمر الذي يؤثر سلبا بطبيعة الحال في مستوى الطالب في اللغة
بصفة عامة، وفي الإملاء بصفة خاصة.
3) قواعد الإملاء متشعبة ومتشابكة بصورة يصعب معها تذكر
القاعدة كلما احتاج الطالب إلى ذلك، ومع هذا التشعب تكثر الاستثناءات في كل قاعدة،
وقد شاع في تراثنا العربي عند تعليم الصغار الإملاء أنَّ ما يُنطق يكتب، وهذا
اعتقاد خاطئ ؛ لأن في كثير من الكلمات حروفا تُكتب ولا تُنطق، وأخرى تُنطق ولا
تُكتب، وهذا ليس مما تفردت به اللغة العربية فقط، بل هو مسلك شائع في اللغات كلها:
ليس كل ما ينطق يكتب .
أسس تعليم الإملاء:
1) عدم الاعتماد بصورة كبيرة على قواعد الإملاء وخصوصا في
المرحلة الابتدائية؛ لصعوبة تلك القواعد وتشعبها، والاعتماد على التدريب المستمر على
الأنماط والأشكال الواردة في حياتنا اليومية وفي كتب القراءة.
2) الاعتماد في تعلم الإملاء على : حاسة البصر، والسمع،
والتدريب الحركي باستخدام اليد، وعدم الاقتصار على حاسة واحدة.
3) الاهتمام بالمعنى وإجراء مناقشة حول أفكار الإملاء قبل
الشروع في الكتابة.
4) ربط الإملاء باهتمامات الطالب، وانتقاء الشيق والممتع من
القطع الإملائية.
طرق وأساليب لتعليم الإملاء:
1) الإملاء المنقول، وفيه يقرأ (المعلم/ ولي الأمر) الفقرة
قراءة جهرية، ويجري مناقشة حول: أفكار الفقرة، وطريقة كتابة بعض الكلمات الصعبة،
ويطلب من الطلاب تهجي هذه الكلمات، ثم يطلب من الطلاب كتابة الفقرة في كراسة
الإملاء.
2) الإملاء المنظور، وفيه يقرأ (المعلم/ ولي الأمر) الفقرة
قراءة جهرية، ويجري مناقشة حول: أفكار الفقرة، وطريقة كتابة بعض الكلمات الصعبة،
ويطلب من الطلاب تهجي هذه الكلمات، ثم يُملي على الطلاب الفقرة في كراسة الإملاء،
بعد إخفاء الفقرة.
3) الإملاء الاختباري، يُملي (المعلم/ ولي الأمر) على
الطالب الفقرة، ويمنحه الدرجة من عشر درجات بخصم نصف درجة على كل خطأ.
4) طريقة اكتشاف الأخطاء، يُملي (المعلم/ ولي الأمر) على
الطالب الفقرة، ويكتب الكلمات التي أخطأ فيها الطالب في ورقة، ويطلب منه التدريب
على كتابة تلك الكلمات حتى يتقن كتابتها غيبة.
طرق تقييم الإملاء:
1) تقييم المعلم، يصوب المعلم أخطاء الإملاء أمام الطالب،
وهذا يمنح الطالب فرصة لمعرفة أخطائه، وربما صوَّب المعلم أخطاء الطالب عقب
الانتهاء من الحصة، ثم يوزع كراسات الإملاء على الطلاب في حصة تالية.
2) تقييم ذاتي، بعد الانتهاء من الإملاء يعرض (المعلم/ ولي
الأمر) الإملاء على الطالب، ويقوم الطالب باكتشاف أخطائه وتصويبها.
3) تقييم الأقران، في الصف الدراسي بعد الانتهاء من الإملاء
يعرض المعلم الإملاء على الطلاب، ويتبادل كل اثنين من الطلاب الكراسات، ويقيم كل
طالب زميله، وهذا يعزز الصواب ويعالج الأخطاء لدى الطالب المصحح لإملاء زميله.
مصادر
- الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ، عبد العليم إبراهيم.
- تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق ، حسن شحاتة.
مصادر
- الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ، عبد العليم إبراهيم.
- تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق ، حسن شحاتة.