الخميس، 4 ديسمبر 2014

المقال الجدلي




المقال الجدلي

تمر بحياة الإنسان مواقف متعددة تتطلب أن يقف منها موقف المؤيد أو موقف المعارض، ومن غير المعقول ألا يكون للإنسان موقف من الأساس، كما أنه من الخطأ أن يؤيد الإنسان موقفا ما أو يعارضه دون إبداء أسباب مقنعة له وللآخرين.

والمقال الجدلي مهارة من مهارات الكتابة تعدُّ الطالب لمعترك الحياة، وتجعل لديه رأيا في أمور كثيرة، وتدربه على تأكيد هذا الرأي والتدليل عليه من جانب، وكذلك تدربه على تفنيد الآراء المعارضة من جانب آخر.

وغالبًا يبدأ المقال الجدلي بمقدمة عن القضية موضوع الخلاف، مع عرض سريع للآراء المؤيدة والآراء المعارضة، ثم في فقرة تالية عرض للرأي المؤيد مع ذكر أدلته وبراهينه، ثم في فقرة أخرى عرض للرأي المعارض مع ذكر أدلته وبراهينه، وبعد عرض أدلة الفريقين يختار الطالب أحد الرأيين عارضا للأسباب التي دعته إلى تبني هذا الرأي، ومفندا الرأي المخالف، وختاما في الفقرة الأخيرة يلخص الطالب ما توصل إليه في هذا المقال.


نموذج للمقال الجدلي

الوجبات السريعة بين التأييد والمعارضة

انتشرت في الآونة الأخيرة المطاعم التي تُعد الوجبات السريعة للرواد، وأصبحت تلك الوجبات السريعة نمطًا من أنماط الحياة العصرية، التي يسير كل شيء فيها بسرعة: العمل بسرعة والمذاكرة بسرعة، الانتقال من مكان إلى آخر بسرعة، فلماذا لا يكون تناول الطعام سريعا هو الآخر؟ ومن هنا وقف المجتمع أمام تلك الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض.

أغلب المؤيدين لتلك الوجبات من الشباب أو ممن يقضون فترات طويلة خارج المنزل، وهؤلاء يرون أن تلك الوجبات تساير نمط الحياة الذي نعيشه، وأنها توفر الوقت، وتساعد المرأة العاملة بشكل واضح في التوفيق بين عملها وواجباتها نحو أسرتها، كما أنَّ كثيرا من الشباب يرون في تلك المطاعم أماكن مناسبة للقاء أصدقائهم، والتحدث معهم أثناء تناول الطعام.

 أما المعارضون فينطلقون في تلك المعارضة من منطلقين، الأول: صحي، والثاني: اجتماعي، فأما من الجانب الصحي فهم يرون أن تلك الوجبات - على فرض نظافة الأطعمة - مشبعة بنسبة عالية من الكوليسترول الذي يسبب زيادة الوزن، ويسبب كذلك كثيرا من أمراض الضغط والقلب، وبذلك فهي تشكل ضررا بالغا على صحة الإنسان، وأما الجانب الآخر الذي ينطلق منه المعارضون فهو ما تسببه تلك الوجبات من خلل بنظام الأسرة الشرقية التي تعودت أن يجتمع أفرادها على مائدة الطعام في كل وجبة، وهم أثناء تناول الطعام يتبادلون الأحاديث والحوارات، وتكون تلك المائدة شاهدا على كثير من القرارات المهمة في تاريخ تلك الأسرة، ومع الوجبات السريعة تفقد الأسرة رافدا مهما من روافد الترابط بين أفرادها.

على المستوى الشخصي أعترف بأني تناولت تلك الأطعمة السريعة مرات عديدة، ولكنني أختار الرأي المعارض لتلك الأطعمة، فإن كثيرا من أصدقائي تعرضوا لمتاعب صحية من تناولها، أتذكر صديقا لي تناول طعاما في أحد المطاعم المشهورة، ثم أحس بمتاعب في الجهاز الهضمي، وفي المستشفى كان إجراء الجراحة أحد الاحتمالات المطروحة، ولكن الله سلم ولم يصل الأمر إلى الجراحة، وواظب صديقي على العلاج ولا يزال يفعل، ومنذ ذلك اليوم وهو بعيد عن الأطعمة السريعة، لقد كانت تجربة قاسية لم تؤثر في صديقي وحده وإنما أثرت في كل مَن حوله، وولَّدت لديهم قناعة بخطورة الأطعمة السريعة على صحة الإنسان، أما مَن يرون أن تلك الأطعمة توفر الوقت وأنهم يقضون فترات طويلة خارج المنزل، فلقد رأيت أصدقاء لي يحملون داخل حقائبهم أطعمتهم وقد أعدت في المنزل، وهم بذلك يجنبون أنفسهم تلك المتاعب المحتملة من الأطعمة السريعة.

وختاما.. فليس كل ما وافق النمط العصري كان صوابا ؛ بعضه صواب وبعضه خطأ، والإنسان العاقل لا ينساق وراء رغباته وشهواته، وإنما يفكر في عاقبة الأمور، ويرى لنفسه ما يصلحها، ويبتعد عما يجلب لها المتاعب والمشكلات.


فكر

§     كم فقرة في الموضوع السابق؟

§     ما عنوان كل فقرة؟

§     كيف برهن الكاتب على الرأي الذي اختاره؟

§     كيف فنَّد الكاتب الرأي المخالف؟


تدريب

اكتب في موضوع واحد من الموضوعات الآتية (مؤيدا/معارضا) مقالا جدليا (300) كلمة.


1.           إنشاء دور المسنين في الوطن العربي بين التأييد والمعارضة.

2.   استقلال الشاب العربي بحياته في مسكن خاص إذا تجاوز الثامنة عشرة.

3.           حياة القرى أكثر هدوءا وأجمل من حياة المدن.

4.   لا يوجد في الواقع الذي نعيشه صداقة حقيقية، ربما زمالة، قرابة، أما صداقة فلا.

5.   عند التخطيط للوقت من المهم البدء بالأمور المحببة بصرف النظر عن أهميتها.

6.           الإنسان هو العدو الأول للبيئة، هو من يستهلك مواردها بلا حساب.

7.   كرة القدم هواية جميلة تقرب بين الشعوب، يرى البعض أنها غير مهمة وأنها مجرد لعبة.
على الإنسان أن يحافظ على عاداته وتقاليده، وألا يختلط بالشعوب الأخرى، حتى لا يتأثر بها.

الأحد، 17 أغسطس 2014

مشكلة الإملاء في المرحلة الابتدائية


أهمية الإملاء في حياتنا:
تنقطع صلة الطالب بقواعد النحو بمجرد الانتهاء من المرحلة الثانوية، وربما لا يحتاج إلى قواعد النحو بعد ذلك إلا في مواضع قليلة ، مثلا : إذا أراد فهم آية من القرآن، أو تقديم المساعدة لأحد الصغار في القواعد، أما الإملاء فيبقى مع الإنسان بعد تخرجه، ويستخدمه باستمرار في عمله، وكثيرا ما يتعرض الكبار للحرج الشديد بسبب الخطأ الإملائي في أحد الخطابات الرسمية، ويكون بذلك عرضة للسخرية من بعض الزملاء بسبب هذا الخطأ؛ من هنا كان للإملاء أهمية كبيرة ربما تفوق أهمية القواعد النحوية، كما أنَّ الهدف من الكتابة (الإفهام ونقل الأفكار) لا يتم على الوجه المطلوب إلا بإجادة الإملاء.

أسباب ضعف الإملاء لدى الطفل:
تتعدد أسباب الضعف في الإملاء، فمنها ما يرجع إلى اختلاف ثقافة المجتمع بصفة عامة، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي العام، ومنها ما يرجع إلى صعوبة قواعد الإملاء.
1) في السنوات الأخيرة أصبح لدى أفراد المجتمع ميل كبير لتعلم اللغات الأجنبية، وترسَّخ هذا الميل لدى أولياء الأمور الذين يحرصون على تعليم أبنائهم في المدارس الأجنبية، وأصبحت مكتبة البيت زاخرة بالكتب والقصص الأجنبية خالية من القصص العربية، ولأن القراءة صنو الكتابة ، ولأن العلاقة بين القراءة والكتابة علاقة جدلية يتم فيها تبادل التأثير والتأثر فقد أدى إهمال القراءة في نهاية الأمر إلى ضعف الإملاء.
2) التطوير المستمر في مناهج التعليم استدعى تدريس مواد أخرى جديدة لمواكبة التقدم وتطوير التعليم، وكان هذا التطوير (غالبا) على حساب حصص اللغة العربية، وإذا كان هذا التعديل في حصص اللغة العربية يتم في نطاق ضيق ومحدود في المدارس الحكومية فإنه في مدارس اللغات والمدارس الدولية يتم بصورة واضحة جدا ، فإذا كان نصاب اللغة العربية لأحد الصفوف في المدارس الحكومية اثنتي عشرة حصة فإنك ستجد الحصص تتقلص إلى تسع حصص في مدارس اللغات، ثم تتقلص إلى خمس وربما ثلاث حصص في المدارس الدولية؛ الأمر الذي يؤثر سلبا بطبيعة الحال في مستوى الطالب في اللغة بصفة عامة، وفي الإملاء بصفة خاصة.
3) قواعد الإملاء متشعبة ومتشابكة بصورة يصعب معها تذكر القاعدة كلما احتاج الطالب إلى ذلك، ومع هذا التشعب تكثر الاستثناءات في كل قاعدة، وقد شاع في تراثنا العربي عند تعليم الصغار الإملاء أنَّ ما يُنطق يكتب، وهذا اعتقاد خاطئ ؛ لأن في كثير من الكلمات حروفا تُكتب ولا تُنطق، وأخرى تُنطق ولا تُكتب، وهذا ليس مما تفردت به اللغة العربية فقط، بل هو مسلك شائع في اللغات كلها: ليس كل ما ينطق يكتب .

أسس تعليم الإملاء:
1) عدم الاعتماد بصورة كبيرة على قواعد الإملاء وخصوصا في المرحلة الابتدائية؛ لصعوبة تلك القواعد وتشعبها، والاعتماد على التدريب المستمر على الأنماط والأشكال الواردة في حياتنا اليومية وفي كتب القراءة.
2) الاعتماد في تعلم الإملاء على : حاسة البصر، والسمع، والتدريب الحركي باستخدام اليد، وعدم الاقتصار على حاسة واحدة.
3) الاهتمام بالمعنى وإجراء مناقشة حول أفكار الإملاء قبل الشروع في الكتابة.
4) ربط الإملاء باهتمامات الطالب، وانتقاء الشيق والممتع من القطع الإملائية.

طرق وأساليب لتعليم الإملاء:
1) الإملاء المنقول، وفيه يقرأ (المعلم/ ولي الأمر) الفقرة قراءة جهرية، ويجري مناقشة حول: أفكار الفقرة، وطريقة كتابة بعض الكلمات الصعبة، ويطلب من الطلاب تهجي هذه الكلمات، ثم يطلب من الطلاب كتابة الفقرة في كراسة الإملاء.
2) الإملاء المنظور، وفيه يقرأ (المعلم/ ولي الأمر) الفقرة قراءة جهرية، ويجري مناقشة حول: أفكار الفقرة، وطريقة كتابة بعض الكلمات الصعبة، ويطلب من الطلاب تهجي هذه الكلمات، ثم يُملي على الطلاب الفقرة في كراسة الإملاء، بعد إخفاء الفقرة.
3) الإملاء الاختباري، يُملي (المعلم/ ولي الأمر) على الطالب الفقرة، ويمنحه الدرجة من عشر درجات بخصم نصف درجة على كل خطأ.
4) طريقة اكتشاف الأخطاء، يُملي (المعلم/ ولي الأمر) على الطالب الفقرة، ويكتب الكلمات التي أخطأ فيها الطالب في ورقة، ويطلب منه التدريب على كتابة تلك الكلمات حتى يتقن كتابتها غيبة.

طرق تقييم الإملاء:
1) تقييم المعلم، يصوب المعلم أخطاء الإملاء أمام الطالب، وهذا يمنح الطالب فرصة لمعرفة أخطائه، وربما صوَّب المعلم أخطاء الطالب عقب الانتهاء من الحصة، ثم يوزع كراسات الإملاء على الطلاب في حصة تالية.
2) تقييم ذاتي، بعد الانتهاء من الإملاء يعرض (المعلم/ ولي الأمر) الإملاء على الطالب، ويقوم الطالب باكتشاف أخطائه وتصويبها.

3) تقييم الأقران، في الصف الدراسي بعد الانتهاء من الإملاء يعرض المعلم الإملاء على الطلاب، ويتبادل كل اثنين من الطلاب الكراسات، ويقيم كل طالب زميله، وهذا يعزز الصواب ويعالج الأخطاء لدى الطالب المصحح لإملاء زميله.


مصادر
- الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ، عبد العليم إبراهيم.
- تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق ، حسن شحاتة.

الجمعة، 16 مايو 2014

الميزان الصرفي


اتَّخَذَ علماءُ التصريف الميزانَ الثلاثيَّ (ف ع ل) معيارًا يُقابلونَ به حروفَ الكلماتِ الثُّلاثية المجَرَّدةِ التي تتكون منها أكثرُ ألفاظِ العربيةِ، وسمُّوا الحرف الأول من الكلمة الثلاثية (فاءَ الكلمة)، والحرف الثاني (عينَها)، والحرف الثالث (لامَها)، على النحو الآتي:

نـَ
صَـ
ـــرَ
 
 
 
فـَ
عَــ
ـــلَ

 

وأيُّ تغير يطرأ على الكلمة – بالزيادة أو الحذف – ينعكس على الميزان الصرفي، على النحو التالي:

1. إذا كانت الكلمة ثلاثيةَ الأصولِ فهي على وزن (فعل) مع مراعاة ضبط الكلمة، مثل : (قَرَأَ : فَعَلَ، شَرِبَ : فَعِلَ، شَرُفَ : فَعُلَ) .

2. إذا كانت الكلمةُ رباعيةً أو خماسيةً مجردةً، أي : جميع حروفها أصلية، قابلنا الثلاثة أحرف الأولى بالفاء والعين واللام، ثم زدنا لامًا أخرى في مقابل الحرف الرابع، أو لامينِ في مقابل الرابع والخامس، مثل : ( دَحْرَجَ : فَعْلَلَ، جَعْفَرٌ : فَعْلَلٌ، دِرْهَمٌ : فِعْلَلٌ، سَفَرْجَل : فَعَلَّل ) .

3. إذا كانت الكلمةُ مزيدةً بالتضعيفِ ضعَّفْنا ما يقابله في الميزان، مثل : (قَدَّمَ : فَعَّلَ).

4. إذا كانت الكلمةُ مزيدةً بحرف من حروف الزيادة أضفنا تلك الحروف إلى ما يقابها من الميزانِ، مثل : ( جَاهَدَ : فَاعَلَ، اجْتَهَدَ : افْتَعَلَ، أَجْهَدَ : أَفْعَلَ ) .

5. إذا حُذِفَ من الكلمةِ حرفٌ أصليٌّ حُذِفَ ما يقابله في الميزان، مثل ( صُم : فُل، صِف: عِل، هِبَة : عِلَة، امشِ : افْعِ ) .

 

س : متى يطرأ التغيير على الكلمة ولا ينعكس هذا التغيير على الميزان ؟
تتغير الكلمة ولا يظهر هذا التغيير في الميزان في ثلاث حالات: الإدغام، والإعلال، والإبدال.

 

أولًا : الإدغام

إذا حدثَ إدغامٌ في الفعلِ وَجَبَ عند الوزن فكُّ هذا الإدغام، واعتبار الفعل كأنه لم يُدْغَمْ، مثل : ( شَدَّ : فَعَلَ، يَشُدُّ : يَفْعُلُ ) .

ثانيًا : الإعلال

إذا حدثَ في الفعلِ إعلالٌ فإننا لا نراعي هذا الإعلالَ، ونزنُ الكلمة على الأصل، مثل: (قَالَ) فإنَّ أصلها (قَوَلَ)، وبفعل الإعلال انقلبت الواو ألفًا، وعند الوزنِ لا نقول : (فَالَ)، بل نزنُ على الأصلِ، ونقول : (فَعَلَ) .

ثالثًا : الإبدال

إذا حدثَ في الفعلِ إبدالٌ فإننا لا نراعي هذا الإبدالَ، ونزنُ الكلمة على الأصل، مثل: (اصطبر) فإنَّ أصلها (اصتبر)، وبفعل الإبدال انقلبت التاءُ طاءً، وعند الوزنِ لا نقول : (افطعل)، بل نزنُ على الأصلِ، ونقول : (افْتَعَل) .

الأربعاء، 14 مايو 2014

القلب المكاني



من المواضعِ التي يطرأ التغيير فيها على الفعلِ والوزنِ معًا ؛ القلبُ المكانيُّ، فما معنى القلب المكانيِّ ؟

القلبُ المكانيُّ هو تقديم بعضِ حروفِ الكلمة على بعضِها الآخر، وهذا التقديمُ يظهر بدوره في ميزان الكلمة، مثل : ( يَئِسَ : فَعِلَ ) ولو قلبناها إلى ( أَيِسَ ) فإنها توزنُ على ( عَفِلَ ) .

س : كيف نعرف أصل الكلمة، فنجزم أنَّ هذه الكلمة مقلوبة عن تلك الكلمة، وليس العكس ؟

ﺟ : من الممكن معرفة الأصل عن طريق معرفة أدلة القلب المكاني، وهي : خمسةُ أدلةٍ:

1. وجود تصاريف لإحدى الكلمتين مع عدم وجود تصاريف للكلمة الأخرى، مثل : (ناءَ) بمعنى : (بَعُدَ)، ليس لهذا الفعل مصدرٌ أو تصاريفُ أخرى، في حين توجد كلمة تشبهها، وهي : (نَأَى) لها تصاريف مختلفةٌ، مثل : (نَأى، ينْأَى، النَّائِي، مَنْئِيّ عنه، منْأَى)، وهذا دليلٌ على أنَّ الكلمة الأولى مقلوبةٌ عن الكلمة الثانية، وأنَّ الثانيةَ أصلٌ، والأولى فرعٌ، أما وزن (فَعَلَ) فيكون للأصل (نَأَى)، ويصبح وزن (نَاءَ) : (فَلَعَ) .

2. نُدرة الاستعمال، فالكلمة النادرة مقلوبة عن الكلمة الشائعة، مثل (آرام) فإنها مقلوبةٌ عن (أرآم) ؛ وذلك لنُدرةِ الأُولى وشيوعِ الثانيةِ، ويكون وزن (أرآم) : (أفْعَال)، أما (آرام) فوزنها: (أعْفَال) .

3. أنْ يترتبَ على عدمِ القلبِ وجود همزتين في الطَّرْفِ، وذلك في اسمِ الفاعلِ من الفعلِ الأجوفِ المهموز اللام، مثل: (جاءَ، شاءَ)، فإنَّ اسمَ الفاعلِ منهما على وزن (فاعِل)، والقاعدة أنه متى أُعِلَّ الفعلُ بقلبِ عينه ألفًا أُعِلَّ اسمُ الفاعلِ منهُ، ويترتبُ على هذا اجتماع همزتينِ آخرَ اسمِ الفاعلِ، هكذا: (جائئ : فاعِل)، ونتجنبُ هذا بتقديم اللام على العينِ قبلَ أن تُقْلَبَ العينُ همزة، هكذا: (جائي: فالِع).

4. التصحيح مع وجود موجب الإعلال، ومثال ذلك : ياء (أَيِسَ)، فحقها الإعلال لتحركها وانفتاح ما قبلها، ولمَّا لم تُعَلّ الياءُ علمنا أنَّ الفعلَ ليس أصلًا، وإنما هو مقلوب عن فعلٍ آخرَ، وهو (يَئِسَ) .

5. أنْ يترتب على عدم القلب منع الصرف بدون سبب، كما في (أشْيَاء) فهي ممنوعة من الصرف، ولو لم تكن مقلوبة عن أصل آخر لكان وزنها (أفعال)، وهذا الوزنُ لا يمنع من الصرف، وهنا لزم القولُ بأنَّ وزنَ (أشْيَاء) ليس (أفْعال)، وأنَّ الكلمةَ مقلوبةٌ عن أصل هو (شيآء) على وزنِ (فَعْلَاء)، وهو وزن يمنع من الصرف، وقد تحولت تلك الكلمة (شيآء) بالقلب المكاني إلى (أشياء) على وزن (لَفْعَاء) .